جعفر حمزة*
أسواق، ٢٦ سبتمبر ٢٠١٠
www.aswaqnews.net
“حطّي الكسره وغيري"، قد رآها البعض منا في الأيام القليلة الماضية، عبر إعلانات أعمدة الإنارة، وقد وتم ادراجها في بعض الصحف بصورة مستقلة كنوع من "التشويق"، أو ما يُمسى بــ
teasing
ولستُ ممن يرجم بالغيب، لكن ممن يتنبؤ بالأمور بناء على معطيات ملموسة أمام ناظري، ولئن كان الأمر كما أتوقع عبر هذه الحملة التسويقية والرسائل النصية المُعلنة حالياً من خلال هذه العبارة "حطّي كسره وغيري" والتركيز على "غيري" بالبنط العريض. فإن رسالة تمكين المرأة عبر هذه العبارة تصل بصورة مبتكرة وتُلفت الإنتباه، ويمكن الإشادة والتقدير لصاحب الفكرة وراعي الحملة معاً من باب الاهتمام بجنبة التمكين للمرأة و..... لحظة
ونقول لمن يُقيم على هذ الحملة أن الناس لها أعين يبصرون بها ولهم آذان يسمعون بها، ولهم انفتاح يتواصلون به مع العالم، فليس هناك مجال لاستخفاف العقول أو تهميشها بوضع فكرة "مستنسخة" لكن بلهجة بحرنيية صرفة.
فحملة التمكين للمرأة هذه مستنسخة طبق الأصل من حملة لبنانية في العام الفائت، استهدفت المرأة اللبنانية لتمكينها سياسياً واجتماعياً في لبنان. وتم اعتماد "الكسرة" كعامل للتغيير والمخاطبة للمرأة، كون "الكسرة" تُشير للأنثى، ،
إذ تكون الكسرة هي مدار التغيير في المخاطب من الذكر للأنثى. وقد بدأت الحملة "اللبنانية" عبر لافتات إعلانية في كل لبنان، وتم إذاعتها في البرامج والإذاعية المختلفة، وكان محورها ثلاث كلمات، هي: مسؤوليتك، حقك، إراداتك (من دون تشكيل)، فلا تعرف نوع المخاطب هنا. وبعد فترة وجيزة تم إضافة الكسرة للكلمات الثلاث لتكون موجهة حصرياً للمرأة.
ورافقت الإضافة عبارات توجيهية تشجع المرأة عى الأخذ بزمام الأمور وتغييرها، وذلك مثل عبارة "خذي كسره وحركي الأمور
وعبارة "بحركة صغيرة منك يبدأ التغيير، وعبارة "اضغطي على المجتمع وعبري عن حالك"
تلك بعض تفاصيل قصة "الكسره"المسروقة، والتي يبدو أنها وردت في ذهن صاحبنا/صاحبتنا هنا في البحرين بنفس المفهوم والهدف والوسيلة. توارد خواطر؟ بعد عام كامل؟ ربما!!
تلك سرقة صارخة واستنساخ بالشعرة-كما يقولون- لجهد لبناني خالص، تمتع بالابتكار، فما كان من البعض هنا إلا الاستنساخ و"بحرنة" العنوان، لا غير.
هي صورة تبتعد عن الاحتراف وتقترب من التهوين بالمشاهد والمتلقي، فضلاً عن العميل صاحب الحملة .
إن عملية الاستنساخ قديمة قدم التاريخ، لكن أظافرها يتم تقليمها حين الوصول إلى رسائل اجتماعية يُراد منها مخاطبة المجتمع بلغته ولهجته وفكرته وأصالته، دون الاتكال على أفكار الآخرين ووضعها في قالب محلي ظاهرياً، مع أن الرسالة هي الرسالة والفكرة هي الفكرة، دون مراعاة لحق صاحب الفكرة، أو للحقوق الأدبية.
نحن بحاجة إلى إدراك مسؤول للمهنة الإعلانية التي باتت في معظمها "نسخ ولصق" أو في أحسنها تقديم المتعارف عليه والممل أحياناً، وكأن الإعلان موجه لصاحبه لا لمستهدفه.. ومن هنا يبدأ غياب الأثر المغير من رسالة الإعلان.هي صورة تبتعد عن الاحتراف وتقترب من التهوين بالمشاهد والمتلقي، فضلاً عن العميل صاحب الحملة .
إن عملية الاستنساخ قديمة قدم التاريخ، لكن أظافرها يتم تقليمها حين الوصول إلى رسائل اجتماعية يُراد منها مخاطبة المجتمع بلغته ولهجته وفكرته وأصالته، دون الاتكال على أفكار الآخرين ووضعها في قالب محلي ظاهرياً، مع أن الرسالة هي الرسالة والفكرة هي الفكرة، دون مراعاة لحق صاحب الفكرة، أو للحقوق الأدبية.
ولئن كان هناك اتفاق ما بين أصحاب الفكرة الأم ومن "بحرنها" هنا، فالأولى أن تكون الفكرة تتناسب مع المجتمع البحريني وتكون أصيلة فيه، لا "مبحرنة". ولا يبدو أنها المرة الأولى التي يتم فيها "بحرنة" الأفكار من الخارج، إذ "عقمت" العقول هنا من أن تخرج بأفكار أصيلة من المجتمع وإليه.
والمجتمع البحرين يتميز بنضجه البصري في انقد والفهم والتفاعل، إلا أنه بحاجة إلى "استفزاز" جديد يحرك تفاعلاً إيجابياً في داخله ويُحدث أثراً ملموساً. ولا يتأتّى ذلك باستنساخ أو بتقديم المتعود عليه له.
وهنا بعض النقاط المتعلقة بالموضوع:
أولاً: الحملة ضمن برنامج تمكين المرأة في لبنان تحت عنوان «خذي كسرة وحركي الأمور» لمصلحة مؤسسة الحريري لدعم قضايا المرأة اجتماعياً وسياسياً
ثانياً: المشرف على الحملة، شركة ليبو برنت، بيروت
ثالثاً: مقال عن الحملة رابعاً: الحملة الإعلانية موجودة على موقع عالمي للإعلانات في هذه الوصلة* مختص في ثقافة الصورة والاقتصاد المعرفي