دميتي تتحدث لغات العالم، بعد نطقها بالعربية، "أنا أحب دميتي" تتحدث الإنكلنيزية وتتواجد في شبكة أمازون العالمية
مرسلة بواسطة hardthinker الثلاثاء، ٢٧ ديسمبر ٢٠١١ في ٣:٤٩ ص
An idea make a big change for your business
مرسلة بواسطة hardthinker السبت، ٨ أكتوبر ٢٠١١ في ١٢:٥٥ م
Some people have their own business and they don't have enough time to think for creativity
& improvement, and others have time to make that thinking.
Get the Fire from London through BIBF & Tamkeen اشتعال المعرفة من لندن عبر معهد الصيرفة وتمكين
مرسلة بواسطة hardthinker الأربعاء، ٢١ سبتمبر ٢٠١١ في ١٢:٠٠ م
قطعوا عاماً كاملاً في تنمية مهاراتهم القيادية، منهم رَبُّ العمل ومنهم الموظف المسئول، جمعتهم الرغبة في أن يتمتعوا بالمهارات القيادية في مجال عملهم، فكانت الفرصة سانحة لهم عبر البرنامج الذي قدمته تمكين كمبادرة لتزويد البحرينيين بمهارات القيادة، ليكونوا عناصر فعالة في مواقع عملهم المختلفة، والتي من شأنها أن تُثري البيئة الاقتصادية المحلية وهي من أهم أهداف رؤية مملكة البحرين 2030।
ويستهدف البرنامج أصحاب الأعمال والمدراء البحرينيين الذين أبدوا الرغبة في الإنضمام لهذا البرنامج بعد حملة تسويقية خاصة بالبرنامج.
وقد قدّم معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية دورة في "الدبلوم الدولي في الإدارة" للطلبة المشاركين، والتي امتدت على مدار 12 شهراً بالاشتراك مع معهد الإدارة المعتمد في المملكة المتحدة CMI.
والبرنامج تم تصميمه ليعزز المهارات الإدارية والقيادية للمشاركين، كما تم ربطه بالعضوية الخاصة لمعهد الإدارة المعتمد CMI، وهو الهيئة المهنية الوحيدة المعتمدة بخصوص الإدارة والقيادة، والذي يضم 80 ألف عضو حول العالم.
وكان التكريم للمشاركين في برنامج ""الدبلوم الدولي في الإدارة" وتوزيع شهادات تخرجهم من الدورة في معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية بالجفير، وبحضور ممثلي عن تمكين ومعهد الإدارة العامة ببريطانيا.
وبدأ حفل التكريم بكلمة للسيد "فيليب ميكوانا" مشرف البرنامج في المعهد، حيث رحّب بالحضور من الطلبة والمعنيين من تمكين ومعهد الإدارة، وأبدى إعجابه برغبة الطلبة في تحصيل مثل هذه الشهادة التي تمثل لهم إضافة نوعية في مجال عملهم وحياتهم بصورة عامة।
وفي كلمتها بالنيابة عن تمكين، أبدت السيدة أمل الكوهجي من قسم الموارد البشرية سعادتها بتخرج الدفعة الثانية من هذا البرنامج والذي بلغ مجموع المسجلين فيها 35 من أصل 200 طالب مستفيد . وأوضحت أن البرامج التي تقدمها تمكين تراعي حاجات سوق العمل المحلية، والتي تتطلب مهارات عالية ستشكل قيمة مضافة للطلبة الحاصلين على هذه الشهادة.
وذكرت أن هذا البرنامج يأتي ضمن برنامج إدارة المواهب التي تقدمه تمكين في سوق العمل، وهو يترجم الرؤية التي تنتهجها تمكين في تزويد البحريني بالمهارات والقيمة المعرفية التي تُعينه في مجال عمله كصاحب عمل أو كموظف. إذ أن المهارات القيادية لا تقتصر على الفرد فقط، فلها الأثر في بيئة العمل من ناحية الإنتاجية أو العلاقة بالموظفين، وبالتالي تنعكس في محصلتها النهائية على الاقتصاد الوطني بصورة أو بأخرى.
وأشارت إلى أن الرغبة المتزايدة للمشاركين في هذا البرنامج سيجعل من طرح المستوى المتقدم في هذه الشهادة ممكناً، وهو ما سيشكل إضافة نوعية مستمرة لبيئة العمل المحلية।
وفي كلمته شكر السيد حسين إسماعيل المدير المساعد لمعهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية تمكين على مبادراتها النوعية بتزويد البحريني بالمهارات ذات الجودة المطلوبة في مجال القيادة الإدارية، وهنأ الطلبة المشاركين على إكمال البرنامج وحثهم على المواصلة في تحصيل المعرفة لما تشكله من قوة حقيقية في مجال حياتهم العملية.
بعدها قدم السيد جعفر حمزة، مشرف التفكير الإبداعي، وصاحب عمل حر، وهو أحد المشاركين تجربته ضمن هذا البرنامج، والذي لخصها بما أسماه "مثلث الاحتراق في العمل"، والذي بين فيه عناصر الاحتراق الكفيلة بالبدء بالعمل الخاص والمضي فيه، وهي الحرارة المتمثلة بحب العمل والشغف فيه، والأكسجين وهي البيئة والفرص المواتية، والوقود وهو التمويل المالي.
وشكر حمزة كلاً من الجهات المشاركة في تقديم هذا البرنامج، من تمكين ومعهد البحرين للدراسات المصرفية والإدارية ومعهد الإدارة العامة ببريطانيا.
وتم توزيع الشهادات على الطلبة المشاركين في البرنامج، والذين أبدوا استفادتهم النوعية منه في مجال أعمالهم الخاصة أو في بيئتهم الوظيفية
http://www.tamkeen.bh/ar/?p=details&id=533
With the aim of improving the leadership skills of Bahraini employers and employees across the business spectrum, Tamkeen, in partnership with BIBF, conducted a Leadership Skills programme for participating students as part of the "International Diploma in Management" in conjunction with the Chartered Management Institute in the UK (CMI)।
The programme was designed to enhance the management and leadership skills of participants, and is also linked to membership of the CMI, which is the only accredited professional body for management and leadership, which has 80 thousand members worldwide। The programme, which started in 2008, targeted 200 Bahraini managers and business owners. To date 100 participants have graduated, 27 are due to graduate in December 2011 and the final batch, in May 2012.
The Graduation ceremony was held at BIBF in the presence of Tamkeen’s management team, the Chartered Mangement Institute (CMI) in UK and BIBF staff।
On behalf of Tamkeen, Ms. Amal Kooheji, Senior Manager, Human Capital Development said the programme had raised the bar where Bahraini professionalism is concerned and would undoubtedly add depth to the skills of employers and employees. The programme is part of Tamkeen’s Talent Management Strategy and embeds key leadership vision in the workplace, making Bahrainis more receptive to future business trends and knowledge, she said.
She added that the success of this programme was due to the commitment of all parties in enriching the quality of the economic environment, one of the most important goals of the Kingdom of Bahrain Vision 2030.
In his welcome address, Mr। Philip Mukhwana BIBF Programme Manager for the Leadership Skills Programme expressed his congratulations to students for achieving this certificate which would add greater value to both their personal life and career and professional life.
BIBF’s deputy director Mr. Hussain Ismail expressed gratitude to Tamkeen , the CMI and BIBF staff for the successful implementation of the leadership skills programme, and congratulated the participating students on their achievement.
Jaafar Hamza, Creative Thinking Manager, and business owner, one of the student participants shared his experiences and presented what he called the “Triangle of Fire” and how it can be applied in the work place. Hamza also thanked all parties involved in providing this programme. His words and feelings were echoed by other students who added that they had benefitted from the programme too and expressed their thanks to Tamkeen, the CMI and BIBF.
جعفر حمزة... الإبداع هي العضلة المشتركة بين البشر... دربها لتنمو وتقوى ولا تهملها فتضمر وتخبو
مرسلة بواسطة hardthinker الخميس، ٨ سبتمبر ٢٠١١ في ٣:٢١ م
الإبداع هي العضلة المشتركة بين البشر... دربها لتنمو وتقوى ولا تهملها فتضمر وتخبو
مجلة أريج، شهر سبتمبر ٢٠١١
يقول "كل ما يحيط بنا وصولا إلى أنفسنا، ما هو إلا إبداع الخالق في الوجود، ومن صور إبداعه -عز وجل- أن يكون لدى الإنسان القدرة على الإبداع أيضا، فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي يمكن أن نطلق عليه مبدعا، أما بقية المخلوقات فهي تسير وفق فطرتها وغريزتها لا غير.
والإبداع لدى الإنسان "متشابك" عبر وصله لكثير من الأمور ببعضها بطريقة مذهلة، فهويستطيع تحويل موادا لا قيمة لها كالنفايات مثلا إلى مواد قابلة للإستخدام البشري مرة أخرى، أو يحول أشياء بسيطة ذات قيمة متواضعة جدا إلى شيء ذو قيمة عالية، كتحويل الورق الأبيض إلى لوحة تحمل معان ومفاهيم وتكون لها منزلتها المادية الكبيرة والمعنوية لدى الناس، ولو رجعنا لمكونات أشهر لوحات الفنانين في العالم، لرأينا أنها واحدة، ورق ولون؛ إلا أن العنصر السحري الذي يحول الحديد إلى ذهب في مثل هذه الأمور هو الإبداع؛ تلك الطاقة التي يمتلكها كل فرد منا، ليحول قطعة طين إلى تمثال جميل، وورقة بيضاء إلى لوحة فنية، ورمزية الإبداع يمكن أن أشبهها بفن الأوريغامي الياباني (Origami ) حيث يتم تحويل ورق دون لصق أو قطع إلى أشكال مختلفة وجميلة".
ذلك ما قاله المبدع البحريني جعفر حمزة حول الإبداع؛ جعفر من مواليد 1977، خريج جامعة البحرين بتخصص "بكالوريوس هندسة كهربائية" وحاصل على الدبلوما الدولية في القيادة من معهد CMI بلندن، ودبلوما من المنظمة العالمية للملكية الفكرية "WIPO"، يعمل حرا في ميدان التفكير الإبداعي في مجال التسويق، وتقديم الأفكار الإبداعية وكتابة خطط التسويق الذكي؛ التقته مجلة أريج لتستكشف منابع إبداعه وتشاركه أفكاره المتوقدة وتسلط الضوء على مسيرته الابداعية؛ فكان التالي:
كيف ومتى اكتشفت ملكة الابداع لديك؟
قبل دخولي الابتدائية أحببت القلم وكان اصبعي "السادس" الذي ما فارقني لا خطا ولا كتابة، إذ عشقت الخط العربي قبل أن أعرف حروفه وكان بتشجيع من أختي الكبرى "زهراء"، كما عشقت التعمق في تفاصيل الأمور ودقائقها، وخصوصا الأمور العلمية، فكنت مهووسا بالتجارب العلمية والتفكيك والبحث عن أصل الأشياء ومكوناتها، وكانت المرحلة الابتدائية "شرارة الإنطلاق" في "بحر الإبداع"، وبتشجيع من أخي "عبدالحكيم"، وبعض المعلمين، وأخص بالذكر الأستاذ المصري عبدالصاحب الذي شجعني على الخط العربي وما زلت احتفظ بملاحظاته على أعمالي بخط يده، كما كان أخي "علي" متقنا لفن الخط وقد تعلمت منه كثيرا.
المرحلة الإعدادية كانت "معسكر" الإبداع، ففيها لم تتوقف يدي عن الكتابة والقراءة والبحث عن كل ما هو جديد علما وأدبا، وكنت أكتب مقالا واحدا وبشكل يومي لمعلمي في اللغة العربية الأستاذ صادق الفردان، حتى امتلأ درجه مما أكتب وكان صعبا عليه فتحه لكثرتها.
أما الثانوية فقد كانت "ميدان" التفكير الإبداعي والعمل فيه، والجامعة "ساحة إنتاج"، وقد اعتبرت كل موقع عمل كنت فيه "حاضنة" لفكرة ينبغي علي الخروج بها ولا مجال للمساومة أو التسويف في هذا الأمر، فكل بيئة تحد، وفي كل تحد يجب أن أخرج منتصرا بإنجاز أو مستلهما درسا وإن لم أحقق التحدي بالكامل.
برأيك ما هي الأمور التي تساعد على صقل وتكييف الابداع؟
التأمل والتفكر والسؤال بعمق في الأمور، حتى لو بدت أساسية، لذلك أفضل المبدعين هم الأطفال؛ والمبدع هو الإنسان الذي يحتضن ذلك الطفل في داخله ويسأل عن الأساسيات ليقوم بالبحث عن إجابات غير تلك الموجودة بالخارج؛ فكم من البشر رأى تفاحة تسقط من شجرة، ولكن كم منهم تأمل في الأمر وبحث واستنتج قانون الجاذبية الأرضية؟ إن ما يصقل الإبداع هو العمل على تنميته وتقويته، وهناك ألف طريقة وطريقة لذلك، إذ تعتمد معادلة الإبداع على تزويد هذه الفطرة بالمادة الغذائية عبر البحث والعمل لتنمو ثم نتمكن من قطف الثمار من خلال منتج أو خدمة أو مشروع أو رسالة.
إن الإبداع هي العضلة المشتركة بين البشر، فهناك من يقوم بتدريبها فتنمو وتقوى، وهناك من يهملها فتضمر وتخبو، وليس هناك إبداع حصري لدى أمة دون غيرها أو شعب دون آخر، لكن بعض البشر يريد أن يطفأ شعلة غيره، ليضطر الأخير للاقتراب منه والاقتباس من نوره، ولذلك الاقتراب والاقتباس أجره، سواء بدفع مال أو اتباع بسلوك أو خضوع لتفكير.
كيف يمكنك تحويل الإبداع إلى صناعة سواء على المستوى الشخصي أو المؤسساتي؟
مع التضخم في سيل المعلومات وسهولة التواصل في العالم، أصبح الإبداع في حرب ضروس بين أصحابه ومن يروج إليه ومن يقوم حتى بالسمسرة فيه؛ إذ تعقدت صناعة الإبداع، فظهرت مدارس وتقنيات ومؤسسات واستشارات، فضلا عن مصانع وشركات تخصص جزءا من ميزانيتها لدعم حركة الإبداع فيها عبر ما يسمى بـ "البحث والتطوير".
وتحويل الإبداع لصناعة يلزمه، حفظ الإبداع وتسجيل حقوقه مخافة سرقته، البحث عن السوق الذي يحتاج ذلك الإبداع، وبالإمكان صنع "الحاجة" لتقديمه له أيضا، وأخيرا تسويقه ومتابعة تطويره.
وهنالك العديد من المواقع الإلكترونية التي يمكن أن تستقبل الأفكار لتقوم ببيعها أو تصنيعها عوضا عن المبدع؛ لذلك على الأخير أن ينظر بألف عين ويشم بألف أنف، ولا يحصر مجال تحركه ضمن مساحته الجغرافية التي يعيش فيها؛ إذ توجد الكثير من المساحات الخصبة لتبني الأفكار الإبداعية في مناطق مختلفة من العالم، ويبقى السؤال؛ إلى من تبدع؟
إن كان إلى مجتمعك والمحيط بك، "فأهل مكة أدرى بشعابها"، وما عليك إلا التسويق الذكي والجيد لإبداعك ليكون مقبولا ممن يريد "شرائه" أو "ترويجه" لك، أما إن كان إبداعك ليس بذي صلة مباشرة بالمحيط بك، فهو لكل الناس، وعليك البحث عن طريقة للحصول على مردودك منه.
أنت مختص في ثقافة الصورة والإعلان؛ برأيك؛ ما أهمية الاختصاص في حياة الإنسان؟
التخصص مثل العدسة المقعرة التي تركز أشعة الشمس في نقطة واحدة، ويمكن أن تحرق ما تريد؛ فليس لدى الفرد الوقت والجهد ليصبح منتجا في كل شيء، لذا علي اختيار المجال الذي سيكون وقتي وجهدي له لأنتج منه وفيه، إذ أن التخصص يعطيك القدرة على تركيز العطاء والتطوير فيه.
ما الذي دفعك إلى التخصص في هذه المجالات بالذات؟
أهميته وقلة سالكيه؛ نتحدث هنا عن ترويج قيم ومسخ أخرى وتكوين قيم جديدة، وكما يقال، أن الصورة تغني عن ألف كلمة، فهي أيضا تغير ألف فكرة؛ لذا أحببت هذا التخصص- بالرغم من بعده عن تخصصي الأكاديمي ظاهريا- لأنه يعتمد على دراسة العلاقة بين السلوك والصورة باختلاف ظهورها الساكن منه والمتحرك.
إننا نستقبل خلال اليوم الملايين من الصور ذات الرسائل المختلفة، والتي يتحرك بعضها في العقل الواعي والآخر يقوم بعمله في اللاشعور، وتلعب فيه العلامات التجارية دورها في الحضور البصري اليومي؛ فضلا عن الفن في ابتكار التواصل وتشكيل السلوك عبر الصورة؛ من أجل تلك الأمور ولكون هذا التخصص من التخصصات الجامعة بين العلم والفن والممارسة بالتجربة، وبطبعي أميل إلى كل ما هو جامع بين العلم والفن والأدب معا.
ما هي الأمور التي يفتقر إليها مجالك التخصصي هنا في البحرين؟
برأيي توجد أربعة أمور مهمة يفتقر إليها سوق الإعلان في البحرين؛ أولهاغياب التخصص الأكاديمي الكفيل بإخراج من يتولى مناصب إدارية في مجال التفكير الإبداعي، والثاني؛ الإعتماد على الكوادر الأجنبية ليقوموا بالتفكير عنا فيما يتعلق بفهم السوق المحلية وفهم المستهلك للتواصل معه بدلا من كوادرنا المحلية؛ فنلاحظ أن كثيرا من الإعلانات ذات طابع لا يفهم المستهلك ثقافة وفكرا وسلوكا وعرفا، أما الثالث فهو التكرار الروتيني في الإعلان، الذي يؤدي مهمته في حفظ مساحة الترويج فقط بغض النظر عن الفكرة المؤثرة، فما نراه هو إعلان بأقل القليل من أدوات التواصل الفعال في قبال ما يتم إنفاقه عليه، وأخيرا الأمر الرابع هو انخفاض مستوى الأداء الإبداعي في الإعلان والتواصل الفعال مع المتلقين.
فزت بالجائزة الفضية لمسابقة Creativity Award حول الإعلان في الولايات المتحدة الأمريكية؛ برأيك ما هي شروط نجاح الإعلان؟
هنالك عنصران أساسيان لا يتغيران في كل فكرة، سواء كانت إعلانا أو سلوكا، وهما؛ الجانب الظاهري منه، والجانب الفكري فيه، وكثير من مسابقات الإعلانات الإبداعية في العالم تتحرك للتقييم بناء على هذين العنصرين، ويمكن إخضاع الشكل الظاهري لشروط كل مسابقة وما تراه مناسبا، أما عنصر التغيير العملي، فيمكن قياسه بمعرفة ردود الفعل والتفاعل من الناس مع فكرة الإعلان، وهل أدت إلى النتيجة المطلوبة من الإعلان وبأي نسبة؟
وبرأيي هناك نجاح حقيقي ملموس وواقعي للإعلان، الذي يكون "حديث الناس" لفترة من الزمن، والأكثر نجاحا، ذلك الإعلان الذي يكون جزءا من "كلام" أو "سلوك" الناس، وهذا هو النجاح الأكبر لأي إعلان، حتى لو لم يظفر بأي جائزة.
ما هي ملاحظاتك عن سوق الإعلان في البحرين؟
يهدف الإعلان في أبسط صوره إلى إخبار الناس عن وجود منتج أو خدمة أو تقديم رسالة، ويبرز الإعلان مزايا وأهمية ذلك، فيراه الفرد ويقوم بالشراء أو التفاعل مع رسالة الإعلان؛ لكن ما نراه الآن هو الإعلان في أبسط صوره الأولية دون مساحة "تفاعل" حقيقية بين الرسالة والفرد، لقد أصبح الإعلان "روتينا" في الفكرة أو التنفيذ بل حتى الطلب عليه، ولم يتحرك الأمر بعد خارج دائرة التطبيقات المعهودة.
وبالرغم من حجم الإنفاق الإعلاني الجيد على مستوى البحرين، إلا أنه لا يتناسب مع مخرجات الإعلان إبداعا وتفاعلا، والقياس هم الناس أنفسهم، عبر تفاعلهم مع العلامة التجارية، ليس كقوة شرائية فحسب، بل بتحويل العلاقة بين الفرد والهوية التجارية إلى علاقة ود وتفاعل، لتكون جزءا مرغوبا وله قيمة مضافة في حياته بطريقة ذكية.
وهنالك الكثير من الهويات التجارية في البحرين التي يمكن أن تنتقل من دائرة الإعلان التقليدي إلى دائرة الفرد في سلوكه وتفكيره بطريقة إيجابية، منها على سبيل المثال لا الحصر، شركات الاتصال، تمكين، BDB، وبعض ماركات الملابس والأغذية.
قدمت العديد من المشاريع الإبداعية في مجال الأزياء؛ برأيك ما أهمية اللباس كرسالة في المجتمع؟
اللباس هو الصورة المتحركة على جلد الإنسان، مثل "الوشم "، فهو العاكس لفكر الشخص وثقافته وسلوكه وقيمه، واللباس يعد بحق لغة، لسانها القماش، لذلك يعتمد مشروع NiBRAS مثلا على تقديم رسائل ذات قيمة إيجابية عبر "التي شيرت" وبطريقة عصرية جذابة للشباب.
ما هي الأمور التي تحرص عليها عند تصميم أزيائك؟
البساطة في التصميم بشكل عام ليكون مريحا وقوة الرسالة المكتوبة أو الرمزية فيها، وربطهما معا، ليكونا جسما واحدا للـ "تي شيرت"، والأزياء التي تكون من بنات أفكاري لماركة NiBRAS تختلف عن تلك التي الخاصة بي، من حيث التصميم العام والرسالة وطريقة تقديمها.
كذلك قدمت "نغزة"، علام يقوم هذا المشروع؟
"نغزة" عبارة عن مشروع فيديوكليب، يقدم العديد من الرسائل ذات المحتوى المختلف (بيئي، تربوي، سياسي، أخلاقي، ديني، مهني، إلخ) وما يميزه أمران، قصر المدة -لا يتجاوز الدقيقة الواحدة- وغياب الحوار، وبالتالي تكون لغته عالمية ووصول رسائلها بطريقة مختلفة؛ مهمتي هي تقديم الأفكار والمتابعة، ويقوم أستوديو MoonMedia، بالإنتاج والتصوير، ويكون الإخراج موزعا بين كادر شباب مميز.
وقد شاركنا بنغزة "راح البحر" - التي تتناول الردم الجائر وأثره عى مصائد الأسماك وقطعه لرزق البحارة - في مهرجان أبوظبي السينمائي، وقد لاقى استحسانا وتفاعلا من الجمهور، كما لاقت نغزة "أذى أمرأة... أذى أمة"، صدى جميلا، وقد تم عرضها ضمن برنامج شبابي في قناة الراي الكويتية.
من أين تستوحي أفكار النغزات؟ وما آخرها؟
مواضيع النغزات واقع، ومادتها الإبداعية مصادرها متعددة، مثلا نغزة "كلام الفتن يعمي الوطن" التي تتحدث عن دور الصحف الصفراء وتأثيرها السلبي في المجتمع، وقد استلهمت الفكرة عندما كان ابني حيدر يلعب بالورق ويقوم بقصه بطريقة معينة ويضعه علي عينيه؛
فأتت فكرة أن تكون عصابة على العين مكونة من ورق صحف، ويكون الشخص متخبطا في مشيه، وهو يمثل المواطن، مع عبارة
"كلام الفتن يعمي الوطن"، أما آخر النغزات فهي عن العنف عند الأطفال، وهنالك نغزات قادمة عن أخلاقيات العمل، وبر الوالدين، وغيرها من عناوين مختلفة ومتنوعة.
أنت كاتب أيضا؛ حدثنا عن أنشطتك الكتابية؟
فضلا عن الكتابات المتعلقة بمجال عملي في Marketing و Branding، هنالك كتابات يتم تقديم أفكارها كورش عمل في مجال التسويق الذكي وصناعة الهوية.
أما في مجال التأليف، فهناك كتاب "أنا أحب دميتي، سيرة عشق الإنسان لصورته الدمية" وهو أول كتاب مطبوع لي، ويتناول سيرة صناعة الدمية وتاريخها، والعمل جار على ترجمته للإنجليزية، وذلك لطرح وجهة مهتم بهذه الصناعة إلى القارئ الغربي الذي يهتم بدوره بمثل هذه المواضيع ويقدرها، وأود توجيه جزيل الشكر لمركز الشيخ ابراهيم للدراسات والبحوث على تبنيه طباعة الكتاب وترجمته.
ما هو الجديد الذي تستعد لتقديمه؟
أعمل حاليا على تقديم خدمات متنوعة متعلقة بالاستشارة في التسويق الذكي، وبيع الأفكار، فضلا عن خدمات الإعلان المبتكر من خلال موقع جديد سيتم إطلاقه قريبا، ولن تقتصر خدمات هذا الموقع على البحرين أو المنطقة، بل سيشمل نشاطه الدول الأجنبية أيضا.
كذلك أقوم حاليا بتأليف كتاب جديد باللغة العربية عن اللباس عند الغرب، بعنوان "آدم، من ورقة التوت إلى الجينز، سيرة اللباس وتحولاته في الغرب"، وبعد الإنتهاء منه سيتم العمل على ترجمته للإنجليزية بإذن الله تعالى.
وأنتهيت مؤخرا من ابتكار صناعي باسم Traveler toothbrush ، وهو عبارة عن ابتكار لتصميم صناعي جديد على شكل قلم، وبداخله فرشاة أسنان ومعجون ممكن التحكم في استخدامه، سهل الحمل، ويفيد في السفر والعمل والمدرسة؛ وقد تم تسجيله فعليا في وزارة الصناعة والتجارة، وهو معروض حاليا للبيع، سواء لمستثمرين أو بعض المواقع الإلكترونية العالمية المهتمة بالابتكار الصناعي الجديد.
أخيرا، ما هي رسالتك التي ترغب في توجيهها للشباب في الوقت الحالي؟
من أحب شيئا أبدع فيه؛ لينطلق كل شاب مما يحب، ويجعل هذا الحب شغفا بالاستزادة في مجال اهتمامه ويحول هذا الإبداع إلى نتاج يعود عليه، ومع وجود الإنترنت، فليس هنالك عوائق أبدا إلا الإرادة والرغبة في ترجمة ذلك الحب إلى عمل مبدع لا غير.
احرص على تنمية عضلة الإبداع كل يوم، بل في كل دقيقة؛ فعندما يتحول الإبداع إلى شغف، لا يعرف نموه التوقف أبدا، بل يكبر وينتج، وما على الفرد إلا التوظيف الذكي لمخرجات أفكاره.
http://fashionarabia.net/magazines/areej/ajissue63/pageflip.htm
مبروك أيها العاشقين في شهر العبادة والعابدين
مرسلة بواسطة hardthinker الثلاثاء، ٢ أغسطس ٢٠١١ في ٦:٣٨ م
تحت السجاد!
مرسلة بواسطة hardthinker الأربعاء، ٢٠ أبريل ٢٠١١ في ٣:٠٨ م
“ما رأيتُ إلا جميلاً”
مرسلة بواسطة hardthinker الجمعة، ٨ أبريل ٢٠١١ في ١:٢٤ م
قالتها سيدة جليلة اُثكلت بمقتل أخيها وابنائها وجمع من أصحاب أخيها في معركة انتهت بمجزرة
لم ينسها التاريخ إلى يومنا هذا. قالتها وهي أسيرة مُثخنة بالجراح وفي جو من التعتيم الإعلامي للسلطة، وفي حضور الحاكم آنذاك.
قالتها تلك السيدة وهي تُجيب على موقف الحاكم الأموي للكوفة “ابن زياد”، عندما تم إدخالها مع النساء والأطفال مع زين العابدين ابن الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) إلى مجلس “ابن زياد”، وذلك بعد مجزرة الطف الخالدة التي سقط فيها ابن بنت رسول الله (ص) بطريقة وحشية دموية مع ثُلة من أهل بيته وأصحابه.
قالتها السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب وقد أُحضرت بمن معها بمسمّى “سبايا حرب” في تضليل آخر لتبرير السلطة على أخذهم بهذه الطريقة التي تريد من خلالها إذلالاً لأهل بيت النبوة. وقد أُذّن في الناس ليأتوا قصر الكوفة، وتم ادخال رأس الإمام الحسين (ع) سبط الرسول إلى “ابن زياد”.
“ما رأيت إلا جميلاً” قالتها السيدة زينب رداً على سؤال “ابن زياد” لها عندما سألها من موقع “القوة” -التي يظن أنه يمتلكها حينئذ-، “كيف رأيت صُنع الله بأخيك وأهل بيتك؟”، وهو منتفخ الأوداج ظاناً بأن قتل الحسين حقق له انتصاراً وأخمد ثورة العدل والإصلاح التي رفعها ابن بنت الرسول، ولم يُدرك أن القتل يرفع الصرخة ويوسّع الهزّة للإلتفات إلى موقف المقتول.
وقبل التمعّن في الرد لا بد من التعمق في السؤال، حيث يربط “ابن زياد” بسؤاله بأن ما وقع من مجزرة في الطف هو “أمرُ الله”، وما قام به الجيش الأموي ما هو إلا تنفيذاً لأمر الله، مما يُعطي لتلك الوحشية وذلك القتل مبرراً وغطاء دينياً، فنسب في سؤاله ما تم أنه من الله، لذا قال “ كيف رأيت صُنع الله..”، والصنع له أدوات وآلات لتتم، وما هم أي الجيش إلا تلك الأدوات وما يزيد إلا الآلة لفعل ذلك الأمر، فهو ظل الله على الأرض في نهاية المطاف!
ذلك التلفيق والتزوير الإعلامي لتبرير القتل وقطع الرؤوس والتمثيل بالجثث والتجويع ومنع الماء والسبي، كان له غطاءه الديني الجاهز لتقديمه للعوام من الناس، كما كان مبرر القتال في حد ذاته جاهزاً من فرن “وعاظ السلاطين” الذين خبزوا “فتواهم” على قياس الحاكم الأموي بالقول “أن الحسين خرج عن حده فقُتل بسيف جده”!
إذ أن التلاعب والتبرير بالقرارات التي يتم اتخاذها وفيها الجور والتسلّط لم تكن تمر إلا بغطاء تبريري ديني ولو كان واهياً، فهو جواز سفره بين المخدوعين من عوام الناس في مجتمع لم يهضم الدين بمعناه الحقيقي بالرغم من مرور خمسين عاماً تقريباً من رحيل نبي الإسلام (ص).
وللرد على هذا التمثيلية الأموية، كان جواب السيدة زينب الأول يختصر أساساً ومنهاجاً كونياً عاماً، مدعوماً برباطة جأشها وشجاعتها وحزمها، ونحن نتحدث ها هنا عن امرأة في حضور جمع غفير من الرجال من حرس وجُند ووجهاء قبائل في قصر الحاكم، وما زالت فاجعة المذبحة على أهلها حاضرة في الذهن والجسد.
ردت السيدة زينب (ع) على ادعاء “ابن زياد” بالقول : “ ما رأيت إلا جميلاً، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم فتُحاج وتُخاصم، فانظر لمن الفَلَج (١)، يومئد، ثكلتك أمك يا بن مرجانة”.
جمع جوابها المُفحم هذا عدة أُسس عقائدية وسياسية بنسج لغوي بليغ، تتمثل في التسليم لأمر الله في أعلى مستوى التوكل وأجمله، وفي شرعية خروج الإمام الحسين وأصحابه، وفي أحقية ذلك الخروج بتقديم المخاصمة في الآخرة للفريقين، وتأكيد على هذا الموقف بختام حديثها” فانظر لمن الفلج؟”.
ما نود تسليط الضوء عليه هي بداية رد السيدة زينب الذي لم يكن وليد اللحظة، بل كان ممارسة عملية ولم يكن القول الأول في تبيان تسليمها لما يقع عليها من أمور وأحداث، فقولها “ما رأيت إلا جميلاً” ينمّ عن روحانية عالية وقلب كبير وإيمان عميق يتحرّك من واقع عملي، ومن بين دم وألم، ومن بين جثث وعطش، يتحرّك إيمان هذه السيدة العظيمة قبل وأثناء وبعد كل ما شاهدته من مآسٍ داميات، رأت أخوها مقطّع الأوصال وأهل بيتها يتم تجزيرهم وترفع رؤوسهم على القنا، وحرق للخيم، وغيرها من صور الوحشية والبربرية الأموية التي أنزلوها في واقعة الطف.
كان الرد بعبارتها “ما رأيتُ إلا جميلاً” هو عنوان المراتب العُليا الحقيقية للإنسان المؤمن الذي يرى أن كل ما يقع عليه هو من الله، فيرى فيه الصنع الجميل، لأنّه لا يصدر من الجميل إلا الجميل، حتى لو رآه الإنسان غير ذلك من بلاء وشدة وألم، وذلك هو المعنى الحقيقي لمزاوجة التوكّل بالتقبّل مع الرضا بالإقدام بروح مطمئنة عليها.
وبرغم المصائب والشدائد التي مرّت عليها السيدة زينب وفي قبال تقريع جاف صلف من ابن زياد، يكون ردها على ذلك الإستفزاز بهذا القول الذي لا يترجم بحق صبر هذه السيدة العظيمة فقط، بل يقدّم نظرتها لكل مصاب وجلل على أنه من الله، وكل ما يأتي من الله -دون استثناء- فهو جميل حتى لو كانت صورته الظاهرة فيها القتل وسفك الدماء وكل الصور السلبية.
وتتجاوز هذه السيدة العظيمة خط الصبر لحد تقديم الأكثر من بعد ذلك الخط، فهي تقترب من جثمان أخيها محزوز الرأس، وهو ابن ينت رسول الله (ص)، وتضع يديها تحت ظهره وتحاول رفعه وتقول “اللهم تقبّل منّا هذا القربان”.
فهي لم تصبر على القضاء الذي حل بأهلها وبها فقط، بل كانت روحها أكبر، لتحوّل كل موقف ظاهره الضعف والهزيمة إلى موقف فيه القوّة والحق وصوت العدالة.
وهو الموقف الذي يرى المؤمنُ اللهَ في كل شيء ومعه وقبله وبعده، فيكون البلاء للمؤمن هو الطَرق لمعدنه وهي النار لذَهَبِه
فعندما تتحوّل كل مأساة في نظر المؤمن إلى نار لصقل جوهره ليقترب أكثر من بارئه، لا بمعنى جلد الذات وهو الذاهب للبلاء، بل عندما يتحرك البلاء إليه، فيستقبله بصدر مطمئن ويُوكل أمره إلى الله وحده، ناظراً إلى كل ما يحلُّ به بأنه “الجميل” من ربه، عندها تهونُ كل البلايا مها عظمت، ومن هنا يأتي قول الإمام الحسين (ع) في معركة الطف وهو ينزف دماً “هوّن ما نزل بي، أنّه بعين الله”.
هو قول وفعل كل روح مؤمنة بحق، تلك التي ترى أن كل ما يقع عليها لله فيه حكمة وجمال، وهي الثقة التامة بالله، لأنه لا يصدر من الجميل إلا الجميل حتى لو كان فيها الألم في ظاهره، كما في الزهر الشوك.
هذا المبدأ الجمالي العملي الناظر للأمور التي تقع حتى لو كانت مأساوية أو سوداوية على أنها أمر جميل من الله، ينزع فتيل الخوف من قلب المؤمن، ويحوّل كل أمر يقع عليه على أنه أمر يتقبله بصدر رحب وبطمأنينة لأنه من الله، وبهذه النفسية العظيمة للمؤمن يكون المعنى الحقيقي للإيمان لذي تخشاه أي قوة سياسية أو اجتماعية أو حتى دينية مزوّرة.
لأن تلك القوى لا تعرف معنى الجمال في وقوع الحدث، فتجزع وتخاف وهو ما يجرها إلى ارتكاب الأخطاء مرات ومرات حتى تسقط في وحل لا يمكنه الخروج منه، وهو وحل عدم معرفة الله. في حين يكون “الجمال” فيما يقع للمؤمن، مدعاة للتغيير للأفضل لوجه الله عبر التقبّل وامتصاص كل صدمة مهما عظمت.
“ما رأيت إلا جميلاً” هي وصفة القوة في كل موقف وقضية، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، لتتحول نظرة الجمال تلك وقوداً للنصر في كل مسيرة وموقف .
(١) الفلج: الظفر والنصر.
تأملات قرآنية من رحم الأزمة ... خارطة الطريق للانتصار الداخلي
مرسلة بواسطة hardthinker الجمعة، ٢٥ مارس ٢٠١١ في ١٢:١٩ م
خارطة الطريق للانتصار الداخلي
جعفر حمزة
وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ
النساء 104
تمتد آيات القرآن الكريم التي تسرد الحدث أو تطرح المبدأ من مكان وزمان الفعل لترسم حينها خطاً يُولد من حادثة نزول الآية ويمتد في اتجاهين متقابلين أحدهما للخلف تأكيداً لسيرة الأولين ولأخذ العبرة والآخر للأمام تثبيتاً لخارطة طريق للاحقين وتقديم الفكرة. فآيات الله عرض فعلي للفطرة وطرح ميزان القوى الكونية والسنُن الطبيعية في الإنسان وما حوله.
وتلك هي إحدى نوافذ القراءة الحركية لكلام الله، لتُشرق الآيات على كل غُرف الحياة بكل مساحاتها وأثاثها، ونتلمّس منها الطريق ويكون سبيلنا معها بيّناً لما نريد وكيف نريد ولمن نريد.
تقدّم هذه الآية الكريمة صورةٌ يجتمع فيها السبب العلمي الأرضي مع الارتباط الروحي السماوي. إذ تدعو الآية للمرابطة المعنوية من خلال عدم الترهّل في كل صور “الابتغاء” للطرف الآخر المُراد مواجهته، فلا مجال للضعف ولا الوهن ولا أي مفردة كلامية أو عملية في ذلك، وليس للتلميج أو التصريح من سبيل للظهور، فيكون النهي عن التهاون بداية السبيل وهو الراسمُ بقوة للتحرّك والمُضي للظفر من “القوم”.
فعدم الوهنُ هو ضمان الاستمرار في إكمال خارطة طريق “ابتغاء القوم”، ونتيجة للمواجهة سيقع الضرر نتيجة الإحتكاك، ولا يقتصر وقوع ”الألم” عليكم فقط، فهو واقع في الطرف الآخر كنتيجة طبيعية وحتمية، فالضرر متبادل و”الألم” في الطرف الآخر كما هو لكم “إن يمسسكم قرحٌ فقد مسّ القوم قرحٌ مثله”، والتبادل في “القرح” كما “الألم” معادلة طبيعية وسُنّة كونية ، تحكمها قوانين التوازن في الكون كما قوانين الفيزياء في الفعل وردة الفعل، فمُحال أن يكون رد الفعل غائباً حتى مع بطش الفعل وقوته، فهذا لا يكون، فردة الفعل إما تكون في لحظة وقوع الفعل أو تكون مؤجلة، وما يجمعها في كلتا الحالتين هو حاصل جمع إحداث الفعل مع الزمن.
فوقوع الضرر أو الألم في أحد طرفي المعادلة ينتقل حتماً ولو بصور مختلفة في الطرف الآخر، لأن الكون من طبيعته التوازن ، وعند انحراف كفتي الميزان تتأثر الأخرى، ليكون المجموع الكلي للكفتين واحدة بحكم سُنة التوازن الكوني.
ومع واقعية الضرر المتبادل تطرحه الآية علناً وتُخبره تذكيراً وتأكيداً، كما هو في قانون نيوتن الثالث
"لكل قوة فعل قوة رد فعل، مساوي له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه يعملان في نفس الخط".
وردة الفعل ليست بالضرورة تكون من نفس نوع مُحدث الفعل، فعند ضربك بقبضتك على الطاولة فهو الفعل، وترد عليك الطاولة بصوت وألم، قد تكسر الطاولة وهو الفعل، إلا أنها ستترك الألم وربما الكسر في يديك وهو رد الفعل.
واستيعاب هذا الأمر ضروري للجبهة التي تنشد التغيير في أي مجتمع يعيش أي نوع من الحراك أكان سياسياً أو اجتماعياً أو ثقافياً أو دينياً أو اقتصادياً، وهذا الاستيعاب مُهم في جانبين:
الأول: جانب صناعة الفعل
الثاني: جانب رفع المعنويات
فعند إدراك أن الطرف الآخر يتأثر بدرجة أو بأخرى بمقدار نوع الفعل المطروح، عندها يُعمل الفكر في الإبداع في صناعة الفعل والجديد منه وطرحه، وأما الحالة النفسية من معرفة هذا الأمر فهو يمثّل تغذية راجعة داعمة لمواصلة إحداث الفعل تلو الفعل، فما دام “الألم” موجوداً في ساحتي الطرفين، فهذا دافع لبرمجة الألم والألم المتوقع حدوثه، ومن ثم التعامل معه على أساس هذه المعادلة الكونية في ساح التغيير والأزمات، بما يضمن التحمّل ودراسة “الألم”.
وتلك المعادلة القرآنية في وقوع “القرح” و”الألم” تسري على غير ميادين الحرب، بل في أي مواجهة من أي نوع، وعندما نتحدث عن طرفين أحدهما بيده السلطة والآخر تمثله الرعيّة فإن حجم “القرح” كبير ومقدار “الألم” غير مُتوقّع.
وإلى جانب أهمية ذلك الإدراك العملي، هناك عامل مُضاف لجبهة التغيير التي تبتغي العدالة والإنصاف
تفتقدها جبهة التسلط والطغيان والعدوان وهو الإرتباط بالسماء “وترجون من الله ما لا يرجون”، وفعلُ الرجاء هذا يُضيف رصيداً في جبهة المؤمنين، ويُعتبر مدداً مستمراً لها من السماء، فبالتالي تكون الحركة ذات بُعدين، بعدٌ عملي واقعي يقرأ متغيرات الأرض وبعدٌ يستمد من السماء قوّة. وبهذين البُعدين تكون معادلة النصر من صبر.
لذا يكون الاستيعاب الحركي لمعادلة “قانون الأثر المتبادل” ضرورياً في توجيه دفّة الحِراك في التركيز بدقة على أمور ثلاث طرحتها الآية الكريمة، وتمثّل بحق مثلث التغيير وامتصاص الصدمات وتحقيق النصر، وأضلاع المثلث هي:
الضلع الأول: التركيز على الهدف بشدّة والاستمرار فيه والتخطيط له “ولا تهنوا في ابتغاء القوم”.
الضلع الثاني: إدراك أسلوب الفعل ورد الفعل والألم المتبادل بين الطرفين، وهو الدافع لدراسة الأثر وصداه “فإن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون”.
الضلع الثالث: الركون إلى المدد المعنوي في الارتباط بالله، وهو رصيد إضافي لفريق التغيير وإحداث التوازن الطبيعي في المجتمع، وهذا الرصيد لا يملكه الفريق الثاني الذي يفتقد هذا النوع من الارتباط، حيث يسقط في يديه كل معاني الصبر والنصر المختزن مع مرور الوقت، والنتيجة أن فريق التغيير يتفوق على فريق الجمود بخطوة مهمة وإضافية وهو -الرجاء الداعم-، الرجاء المفتوح على كل أسباب النصر والتفوق والتقدم في سوح المقابلة “وترجون من الله ما لا يرجون”.
ولئن كانا الضلعين الأولين ضمن حسابات الواقع والمنطق والمتوقع أو المخطط له في أي حركة تجابه مقاومة من طرف آخر، فإن الضلع الثالث هو عنصر لا يمتلكه كثيرون، وبالتالي ميزة الثبات على الموقف والمتابعة لها مدد معنوي كبير عبر “الرجاء” الباني والمُعطي لقوة التحرك للأمام، وهو الوقود الإحتياطي لحركة الفرد الذي يستنفذ قواه الظاهرية في المواجهة، والتي لا تكون كافية، إذ لا بد من مدد معنوي يُكمل معادلة القوة والنصر، عبر الارتباط بالله تعالى بما يكون الارتباط دافعاً لاستخراج كل القوى الداخلية في الفرد وتقديمها في الواقع المادية منها والمعنوية، فتسميها بعض الرياضات بالطاقة الداخلية الكامنة، فهي “التشي” الصينية أو “الكي” اليابانية، هي بلغتنا ثنائية “اعقلها وتوكل” ، الجمع بين حركة الأرض ومدد السماء. وللارتباط هذا ينابيع عدّة من شواهد تاريخية يكونُ المدد الإلهي فيها من صُلب الأسباب الأرضية أو عبر فيوضات إلهية تتخذ أكثر من شكل ولون.
وبتلك الثلاثية يكون المضي قدماً في ابتغاء القوم وتحمّل الألم والمدد من السماء، في تحقيق النصر للمبدأ في كل موقف، هي الآلة والآية بين يدي كل مؤمن يسير على خارطة طريق الانتصارين الداخلي والخارجي. وبتلك الثلاثية يكون محرّك البحث عن النصر في كل ميدان وزمان.
لذا، وإن تحركّت كل الأحاسيس الطبيعية للإنسان في خضم أي مواجهة أو مقابلة، والتي قد تدفعه لليأس تارة أو لحسابات أرضية قد تحد طموحه تارة أخرى، ومع ذلك فإن الاستعراض القرآني يقدّم واقعية المواجهة مع إنارة الجنبة الخفية في معادلة تلك المواجهة، وهي سر نصر كل المؤمنين في التاريخ، أكان النصر بمعجزة أو كرامة أو بتسبيب سبب غير متوقع البتّة.
وبهذا الجمع بين أضلع مثلث النصر، فإن اليأس مفقود فيه، والتباطؤ ليس ضمن قاموسه، والمعنويات العالية سِمَتُه، والارتباط بالله ديدنه.
لذا يتحول هذا المثلث إلى رأس سهم النصر، ويفتك بكل من يقاومه. وهذا السهم بحاجة إلى قوس الفهم والإدراك والنية الصادقة.
وتكون الرسالة الكبرى لهذه الآية أن لا تيأسوا، لأن اليأس لا يكون في شخص الإنسان الحركي لله في إعمال العدل والإنصاف في الأرض، لذا يكون هذا الإنسان قوياً صلباً متماسكاً، لأن لديه ارتباط بعالم علوي، ولا تقتصر معرفته بالأسباب الأرضية، وإلا فستكون شكيمته معرضة للكسر والضعف بسرعة.
بين خد المسيح وصدر محمد, تبصّر في التعاطي السلمي مع التوترات الطائفية بالبحرين
مرسلة بواسطة hardthinker الثلاثاء، ٨ مارس ٢٠١١ في ٥:٥٠ ص
بين خد المسيح وصدر محمد
تبصّر في التعاطي السلمي مع التوترات الطائفية بالبحرين
جعفر حمزة
ما إنْ دخلَ معه في "حِوار" هادىء متلمسّين الجُرح لما يعتريه هذا الوطن حتى دخلا "لا شعورياً" في منطقة الإصطفافات لمرجعية فكر كل منهما، وأدارا ظهريهما لما ابتدءا به من حُسن الحوار والمناقشة إلى حدّة الخوار والمُرافسة.
هذا يقدّم حُجتّه وتبريره، وذاك يرد بما في جُعبته من حُججٍ وتبرير، وهكذا يتحولان من كرسي المشاهد المنصف والمحلل الحصيف إلى حَلَبة المصارعة فيما بينهما، وكلما زاد تعلقهما بمرجعيتهما الفكرية وبخلفية متراكمة لما لديهما زاد اقترابهما من الحَلبَة ليكونا "متصارعين" ، وليس بالأمر الهيّن أبداً أن تُعمل العقل عند الخوف والشحن والكراهية والتراكمات السلبية عن الطرف الآخر. ما هي إلا كُويلمات-تصغير كلمات- حتى يخرج ذلك المارد من قمقمه المكهرب فيُطيح بكل مبدأ إنساني لتقبّل الآخر والتواصل معه، ويخرج المستر هايد ويختفي الدكتور جايكل.(١)
إنْ كان ذاك سيناريو حقيقي ما بين مثقفَين إثنين، فما عسى يكونُ حال البقيّة ممّن تحكمه بساطة الحياة على التعامل بعفوية تارة، وبشحن مُسبق تارة أخرى، ويكون نتاج تلك الشحنات حتّى ينتظر التفريغ عبر قول وفعل وموقف، يُدعمه خطاب مُفتن مؤجج يُخيف المرء من جاره؟
ونِتاج ما ذكرناه آنفاً وكثير غيره آتٍ من مولدّات الشحن الفكري السلبي لأفراد المجتمع، وبدا ذلك بيّناً بعد تسطير شباب البحرين الشجاع موقفه باستقباله الرصاص الحي من السلطة بقلوب عارية إلا من كرامة وعزّة وأَنَفَة.
تلك المواقف الشجاعة التي رسمها الشباب البحريني أسّست بطريقة سريعة ولا شعورية إلى مبدأ "سلمية..سلمية" الذي اُتخذ من شعارات الثورة في بلد عربي عريق وهو مصر في حركته الإحتجاجية لإزالة النظام الجائر الجاثم على صدره لعقود عِجَاف.
لقد شكلّت سلمية الحراك الشعبي في البحرين لوحة واقعية فرضت نفسها على كل العالم، ليلتفت إلى شعب يتعامل بطريقة مختلفة في ثورته أو حركته عن بقية الإحتجاجات في العالم، وخصوصاً العالم العربي.
وبعد سقوط كل الرصاص والجيش والعنف من قبل السلطة بأجهزتها الأمنية أمام بسالة وشجاعة هذا الشعب المسالم، والذي طالما حِيكت وما تزال التُهم الجاهزة في مطبخ السياسة ليتم إلباسه ما تود السلطة من خزانة التُهم الجاهزة لديها ضده، عندما يتحرّك أو يمد رجليه ليشعر بأن الوطن له فحسب.
تلك النقلة النوعية في الفعل والفكر والإيمان في غضون أشهر معدودات مما كان يستخدمه البعض من زجاجات حارقة وحرق إطارات ومواجهات في بعض الأحيان مع القوات الأمنية، تلك النقلة من حرق الإطار إلى حمل الأزهار أربك السلطة في تعاملها مع هذه الحركة الشبابية المولد، وجعلها تتخبّط في اتخاذ قرارات أمنية انسحبت بعد علمها بسقوط هذا الخيار بهذه الحدّة، وتبع ذلك رسم هذا الشعب لوحة بعد لوحة بسلمية وحضارية يتوقف عندها المرء إعجاباً، فمقابل القمع ورد، ومقابل الرصاص صدر مفتوح، ومقابل الرشاش رفع علم، تلك الصور المتناقضة بين حركة الشارع وتداول السلطة للأزمة في بداياتها هزّ العالم لينظر لشعب في جزيرة صغيرة يرسم لوحة جديدة في العالم العربي من أجل تحقيق مطالب مشروعة له لا غير.
وبعد وسام السلمية في مقابل البربرية، كان لا بد ممّن لا زال يؤمن بتهميش شريحة من المجتمع أو بالحشود الغفيرة المطالبة بإصلاحات حقيقية وليست شكلية للبهرجة الإعلامية الإقليمية والدولية فقط، كان لا بد لأولئك أن يمزقّوا تلك الصورة الغالبة على البندقية بسلميتها، عبر دس السم فيها لتتعفّن داخلياً ولتتآكل دون شعور، وبالتالي يتحوّل المشهد من سلمية الحركة وعدالة المطلب إلى مشهد آخر يكون لبسط العضلات فيها مكاناً ولفرض القوة حلاً لا بد منه واستنجاداً.
وما تصاعد نبرة التجييش الطائفي من قبل رجال دين وإلقاء الهلع والخوف في قلوب أُناس من هذا الوطن الطيب، فضلاً عن تصوير دراماتيكي لما سيؤول عليه الوضع في حال تم التغيير الذي يطالب به المحتجون -وما هو إلا منصوص في الميثاق والدستور-، ويتم ذلك عبر تهويل من شعارات مرفوعة ضمن عقل جمعي غاضب مما يجري عليه، فتتخذها بعض الجهات باستخدامها لعدسة التكبير وكثير من مساحيق التجميل السوداء، لتتم بعدها عرض المسرحيات والتأويلات البعيدة عن الواقع لأفراد ومجموعات لها خلفية ذهنية سلبية مُسبقة عن مواطنين من بني جلدتهم جرّاء شحن طائفي مستمر ساهم فيه كثير من رموز وإعلام رسمي وصحف ومواقع ومواقف، مما جعل بيئة انعدام الثقة في الآخر واردة لا تنفكُ عنه.
وتتم الاستفادة مؤخراً من بعض الشعارات المرفوعة والمُبالغ فيها حسب المنظرين السياسيين، في تعزيز ذلك الخوف وتغذية ذلك الهلع، وبالتالي تتعزّز الأساليب الدفاعية عندهم بالهجوم والتعدّي على الآخر، والحديث هنا يدورُ بالأخص على الحلقة الأضعف في التأثر نتيجة قصر تجربتها الزمنية في التمازج مع المجتمع البحريني، ونقصد به المُجنسون حديثاً، ممن يمكن الإعتماد عليهم في الإستجابة السريعة في التوتير الطائفي بل واتخاذ الفعل على الشارع، وذلك نتيجة الخلفية الاجتماعية لدى الكثيرين منهم ممن تم جلبهم من مناطق تكون المدنية فيها والتعليم متدنٍ جداً، فضلاً عن استقوائهم بمن هم من بني جلدتهم العاملون في “حفظ الأمن” لهذه البلاد، ومع خطاب تصعيدي مشحون، يكتمل مثلث العنف ونشر “البلطجة”، هذا مع لحاظ ما تم رصده ومشاهدته من تواطىء من قوات الأمن مع تلك “العنترية”.
وما عدى هذه الجماعة ممن أكل وشرب وصاهر وفرح وحزن مع أخيه البحريني ببعيد جداً عن هكذا أفعال إلا من شذ.
ومع تصاعد وتيرة إفتعال العنف، وكأنها شوكة تلو شوكة في خاصرة “سلمية .. سلمية”، والتي هي الرهان الأكبر في تحقيق المطالب بالضغط المتواصل بحضارية وابتكار في التعبير، والتي يهدف منا حرف مؤشر البوصلة إلى مسألة تم اختلاقها لأمرين:
الأول: لإخافة كل التيارات من بُعبع “العنف الأهلي” واهتزاز الأمن برمته في البلد، فبالتالي يكون تدخّل السلطة مبرراً ويتم قطع الإحتجاجات كونها مُنتجة لتوترات تُدخل البلاد والعباد في أتون عنف وعنف متبادل، ليكون الكف (٢) من أجل الكف (٣).
الثاني: لإنزال سقف المطالب القانونية الواقعية التي رفعتها الجميعات وبعض قوى المعارضة للخروج من الأزمة، وفي معظم تلك المطالب سندٌ من ميثاق أو دستور أو حقٌ مطلوب.
الثالث: إدخال أطراف ضمن “الطبخة” المطالبة بالتغيير، وتلك “الطبخة” ستكون لكل مواطن، إلا أن البعض له “بهاراته” الخاصة التي ستُفسد النكهة، ويتلفظّها آكلها.
وربما هناك أسباب أُخر لم نحط بها علماً بعد، فبسقوط راية السلمية تسقط تباعاً رايات سجلها العالم لشعب البحرين تقديراً وإعجاباً، وما التقارير المحايدة من صحفيين وإعلاميين دوليين إلا شاهدة على ذلك.
المهم الآن وليس بعد حين، في قطار الحركة الإحتجاجية هو “خدُّ المسيح”، “فإنْ صفعك أحدٌ على خدّك الأيمن، فاعطه الأيسر”، لا من منطلق ضعف وهوان، بل من منطلق القوّة التي تدفعك لأن تقول له “لئن بسطت الي يدك لتقتلني ماأنا بباسط يدي إليك لأقتلك أني أخاف الله”
تلك هي المعادلة التي تجعلك منتصراً حتى في قمة الضعف الظاهري بعدم الرد، مما يجعل الطرف الآخر المباشر بالأذية أو من يعلم تتوقف عجلة الشيطنة لديه بهذا السلوك، ويعود لإنسانيته طالباً السماح أو رافعاً الصوت لنصرتك. فذاك المسيح في قولته وهذا الحسين في فعلته مع الحر الذي حاصره وقدم له الماء وبكاءه على قوم أقدموا على قتله.
ذلك هو مبدأ القوة في التعامل مع المسيء “ولا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حميم”.
قرأتُ وسمعتُ ورأيتُ من ردود فعل عفوية تجذّر السلم فيها ليكون فعلاً طيباً، برمي الزهور في كل مواقع العنف والبطش والتسلط، وحتى من جيّش الأخ على أخيه.
وما نذكره هو خط مواز يجب أن لا نحيد عنه مع خط المطالبة بحقوق مشروعة لهذا الشعب الطيب بجميع أطيافه، والذي يتم استغلال تلك الطيبة إما بقمع أو تخوين أو تخويف أو إرهاب.
إنّ “خدُّ المسيح” بحاجة إلى “صدر محمد” في التسامح وتقبّل الرأي الآخر مهما كان سواء ضمن صفوف هذه الجماهير العريضة المرابطون في دوار اللؤلؤة -الشهداء- أو ممن احتشد في مركز الفاتح أو ممن غائب مكاناً عن هذا وذاك.
صدرُ محمد يتمتّع بالرأفة وتقبّل الرأي، فمن الرأفة “ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضو من حولك”، فلا فظاظة في قول أو فعل أو حتى إشارة تُسيء للآخر برمزه أو معتقده أو قادته.
ومن تقبّل الرأي ”وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ”، يقولها وهو نبي معصوم، ليفتح كل مساحات الحوار وينزع كل خطوطه المقيدة له، لتتم مقارعة الحجة بالحجة والمنطق بمثيله لا غير.
ما نمرّ به الآن هي آخر مرحلة من مخاض عسير لوطن جديد، بين حرف مسار الحركة وأخذها إلى دهاليز طائفية وأمنية ستكون شاهد قبر لذلك المولود-لا قدّر الله-، أو الإستعانة بيد هابيل القابضة وخد المسيح المُرسل وصدر محمد الواسع للوصول إلى رسم وطن بكرامة وحرية وعزّة، ولاستقبال مولود الغد والأمل والعمل
ولا تتأتّى اليد والخد والصدر إلا عبر تشذيب كل التوترات معاملة وحكمة نشر للسلمية في كل قول وفعل وفكر وثقافة، واحتضان الآخر فعلياً ليس بورد فقط، بل باجتماع وتحاور ودعوة محبة وإذابة هذا الجبل الجليدي الضخم فيما بين أطياف المجتمع، من خلال فعاليات مشتركة أياً كان مكانها وزمانها، وإلتقاء رموز مع حركة سلسلة لترجمة خطابات الوحدة والسلم الأهلي، وبهذا تسقط جدران برلين فيما بيننا، ويفتح الآخرُ عينيه على واقع ملموس غير مزوّر تعمل عليه قناة رسمية هنا أو عبر أقلام جفّ حبرها إلا من كتابة التأزيم والتحشيد والتأليب هناك.
وبذلك فقط، يتم التوجّه الصحيح نحو مطالب مشروعة تعامل معها هذا الشعب بحضارية بالغة وبسلمية عزّ أن تُوجد في العالم بمثل هذه الطريقة، لتكون “سلمية ..سلمية” هي القطار الآمن للوصول إلى بحرين الغد، ففي مقابل كل عنف سيكون ورد.
(١) رواية إنكليزية تقدم الصراع بين الخير والشر،تحكى عن طبيب طيب القلب اسمه دكتور جيكل توصل لعمل تركيبة كيمائية تجعل من يتعاطاها قويا معافا.
وقرر الدكتور جيكل أن يجرب هذا الدواء على نفسه إشفاقا من أن يجربه على أحد من البشر لاحتمال فشل هذا الدواء.
وبالفعل يتعاطى د جيكل الدواء الذى يضفى عليه شخصيه أخرى لرجل قوى ولكنه شرير عنيف سفاك للدماء..
فيصبح د. جيكل ذا شخصيتين... د. جيكل الطبيب الطيب نهارا ومستر هايد السفاح العنيف ليلا..
والقصة عبارة عن رمز لفكرة الشخصية ذات الوجهين.. أو من يظهر بمظهر طيب أمام الناس فى حين أو وجهه الأخر هو وجه الشر...
(٢) أي كف اليد.
(٣) أي الكف والصد.
قراءة في الخطاب الاعلامي لشعار (معاً ضد الغزو غير الاخلاقي) للمجلس العلمائي
مرسلة بواسطة hardthinker الثلاثاء، ٢٥ يناير ٢٠١١ في ٢:٢٥ ص
قراءة في الخطاب الاعلامي لشعار (معاً ضد الغزو غير الاخلاقي) للمجلس العلمائي
1431 هـ
مجلة الطف-البحرين
جعفر حمزة
“مختص في ثقافة الصورة والاقتصاد المعرفي”
مقدمة اجتماعية واقعية
إعلانات طرق، ومواقع إنترنت، ويافطات معلقة على مدخل قرية أو شارع، وأقراص مدمجة، فضلاً عن رسائل نصية قصيرة، إلى جانب ندوات ومؤتمرات وجلسات حوارية متنوعة.
أصبحت تلك صوراً من وسائل التواصل الإعلانية والإعلامية التي تتبعها بعض الجهات الدينية للتعبير عن موقف تتبنّاه أو رأياً تود طرحه، وسبب ذلك سُنّة التدافع التي لا بد منها فيمن يطرح رأيه بقوة وبحجج دامغة ممزوجة بتوليفة عصرية ذات أثر تتركه على المتلقي.
فهل تكفي كل الصور البصرية والمكتوبة في “وقف” التيارات الجارفة التي تتبنّى فكراً مختلفاً وتؤصل لسلوكيات هي أبعد ما تكون عنه تلك المجتمعات؟
وهل يرضى البعض أنفسهم أو يُخال لهم ذلك عندما ينزلون “إعلامياً وإعلانياً” للساحة المحلية بشعارات متنوعة تعكس هويتهم دون دراسة الأثر بعد حين وتلمّس مؤشر التغيرات الحاصلة قبل وبعد “النزول بصرياً”؟
كل ذلك يدفع لمراجعة الخطاب الإعلاني والإعلامي الذي يقدم المفاهيم والقيم في قبال “سيل جارف” من منتجات ثقافية ظاهرة وباطنة، وضمن “ماكينة إعلانية وإعلامية” ضخمة. يجعل المرء المتفكر في الأمر يتوقف قليلاً ويراجع أدبيات الخطاب المقدم في أي مجتمع من حجم قرية إلى حجم مجتمع إسلامي يضم فوق المليار مسلم في العالم.
ذلك التوقف يستلزم نفساً عميقاً وعينان ثاقبتان ونقد عملي لا يعرف المحاباة، للوصول إلى تشذيب الخطاب والأخذ بأسباب التأثير لا الطرح فقط. ولتوسعة أثر الحصاة المرماة على سطح بركة المجتمع.
وضمن سياق الحركة “الموسمية” للمجلس العلمائي الإسلامي والذي يحظى بحضور لافت في السنوات الأخيرة بالمجتمع البحريني عبر حراكاته الثقافية المتنوعة، والتي برزت بشعار في كل عام بداية من سنة ٢٠٠٥
تأتي القراءة لمراجعة الأثر وقياس النتيجة ورصد الصدى أمراً لازماً في ظل خطابات ترفعها اليافطات وتحتضنها النشرات، فهل لتلك من رجع صدىً في المجتمع؟ وإن كان، فما مقداره؟ وكيف؟
ومن أساسيات المراجعة لأثر العنوان المطروح، قراءة مكوناته وطريقة طرحه البصرية للمجتمع من فئات مستهدفة عدة وضعها الشعار في عين الاعتبار.
لذا نحاول تقديم ذلك التفكيك البصري للشعار المطروح لعام ١٤٣١هـ، وهو “معاً... في مواجهة الغزو غير الأخلاقي”. وذلك عبر المحاور التالية :
أولاً: عن الشعار تركيباً وتحليلاً.
ثانياً: مقومات القوة لأي خطاب.
ثالثاً: نقاط القوة والضعف في الخطاب.
رابعاً: توصيات لإحداث الأثر.
أولاً: عن الشعار تركيبا وتحليلاً
يقدّم الشعار صيغة التوافق بين الجهة المطلقة للشعار وهو المجلس العلمائي وبين الفئة المخاطبة وهي المجتمع،وذلك في مواجهة أطروحات لا تتناسب -وفق الجهة المخاطِبة (بكسر الطاء)- مع مبادىء الإسلام، وقد أخذت تلك الأطروحات أثرها في المجتمع بطريقة سلبية، من خلال العديد من السلوكيات والصور اليومية التي تعكس بُعداً واضحاً عن الإسلام في عناوينه العامة.
وعند النظر للشعار، يمكن تفكيكه والنظر له كالتالي:
معاً: الصف الواحد في الخندق الواحد، ليس هناك بُعد بين الجهة المخاطِبة (المجلس) والجهة المخاطَبَة (المجتمع).
في مواجهة: صيغة ترقب واستعداد وحماية وصد وبالتالي حذر ومراقبة ومتابعة لازمة.
الغزو*: هجوم وتربص من قبل جهات معينة وسلوكيات غير محببة وسلبية في الموقف وتهديد للهوية.
غير الأخلاقي: تحديد لطبيعة الميدان المراد التحرّك قباله ومواجهته.
فالحديث هنا يدور حول حملة شعار تستهدف “توجيه” سلوك و”صد” سلوك آخر. وذاك يستلزم وقتاً وجهداً متواصلين، لأننا نتناول “سلوكاً”، وهو أصعب ما يمكن معالجته عبر حملة مؤقتة بعام واحد وتتركز في أيام معدودات فقط وتنتهي.
فالترويج لسلوك وتثبيته يختلف عن الترويج لمنتج أو خدمة يتم تناول خصائصها ومزاياها وفائدتها للفرد، وما على الأخير إلا تجربتها ومن ثم ينتج التفاعل بينه وبينها.
ومانتناوله عبر هذا الشعار “معاً.. في مواجهة الغزو غير الأخلاقي”، هي راية مرفوعة تهدد بنخر “الهوية“، فهل الهوية عند أفراد المجتمع بمهم أصلاً؟ وما الهوية بداية؟ وما الحد الفاصل بين التواصل مع الآخر والتفاعل معه في ظل زمن معولم، وبين “الغزو” الذي يستبطن كلمة “هجومية”؟
تلك الأسئلة وغيرها يبنغي أن تكون من أساسيات طرح الخطاب قبل التوجه في تسليط الضوء على النتائج أو الآثار أو حتى “التحذير” منه.
لذا لا بد من معرفة مقومات القوة للخطاب الموجهة، لنعرف بعد حين بأي صيغة نقدّم العنوان، وبأي أداة يمكن النزول في الميدان.
ثانياً: مقومات القوة لأي خطاب
في الشعار المقدم للمجلس العلمائي الإسلامي للسنة الهجرية ١٤٣١أو قبلها من سنوات، أو بصورة عامة في أي شعار يستهدف السلوك والفكر وصياغة التوجهات، هناك ثلاثية يمكن الإعتماد عليها والبحث في كل منها بعمق لإكمال مثلث التحوّل المطلوب في الطرف المخاطب.
وأضلاع المثلث ذاك موضحة في الشكل المرفق.
وفي هذا المثلث لا بد من التفكير الحر في ابتكار آليات تواصل وتفاعل يعيش معها الفرد الشعار في كل لحظة لا بمعنى الضيف الثقيل، ولكن أن يكون حضور الشعار جزء من شخصية المخاطب أينما كان، وليصبح جزء من كلامه وسلوكه ونكتته وإشاراته. وبالتالي يدخل في عمق سلوكه اليومي. وعندها يمكننا القول بأن الشعار قد أخذ مداه وتغلغل. حينها ينزل الشعار من اليافطة إلى قلب وفكر الإنسان بالمجتمع. وينتقل من الخطبة إلى السلوك الخاص بالفرد، وبعد ذلك نضمن أن يتحول الشعار إلى سلوك جمعي كفيل بتحقيق أهدافه، لأن كل فرد أصبح مترجماً للشعار بعد فهمه له واقتناعه به وإيمانه بأهمية التغيير من أجله.
ثالثاً: نقاط القوة والضعف
تمتّع الشعار المقدّم بتسليط الضوء على ملف يمس حياتنا اليومية وبأكثر من طريقة، وقد أخذ جوانب سياسية بمقدار وزنه الاجتماعي والتربوي، والحديث هنا يتناول عن بعض القرارات والبنود الموجودة والمقرّة من قبل السلطة السياسية في ملفات يعتبرها الكثيرون خارج إطار الهوية الإسلامية التي ينتمي لها المجتمع البحريني.
فبالتالي فقد أخذ الشعار بُعداً أكبر مما يتصوره الكثيرون من أنه مقتصر على جوانب تربوية واجتماعية بحتة فقط، مع أهمية ذينك الجانبين وخطورتهما طبعاً.
وفي استعراض سريع لنقاط القوة للشعار المطروح، يمكن تفكيك تلك القوة وفرد عناصرها كالتالي:
أولاً: تناول وتسليط الضوء على ملف واقعي ومحسوس لكل فرد بالمجتمع، وهو نتاج الغزو غير الأخلاقي.
ثانياً: تقديم الشعار عبر رموز لها ثقلها الاجتماعي والسياسي والديني بالمجتمع، مما قد يعطيها بُعداً جماهيرياً.
ثالثاً: محاولة التوسّع في آليات الخطاب المقدمة للشعار، من خلال اليافطات وموقع إلكتروني وأقراص مدمجة وندوات.
وعند الحديث عن نقاط الضعف الموجودة في آلية طرح الشعار، فهي:
أولاً: بالرغم من أهمية الشعار إلا أن أدواته المقدمة كانت “كلاسيكية” وذات أثر محدود جداً في الامتداد والإنتشار المؤثر.
فاقتصار أدوات الخطاب بالطرق التقليدية في الإعلان والإعلام لم يُضف للشعار حيوية ملموسة في السلوك للفئة المستهدفة من الخطاب. ومن تلك الأدوات “اليافطات، والتصاميم المعتادة من كلمة وصورة لصاحب الكلمة مع زخرفة إسلامية، إلخ”.
ثانياً: الاعتماد في الخطاب على رموز بعينها “حجّم” مساحة انتشارها وتأثيرها على دوائر أخرى بالإمكان التعاون معها وبسط الخطاب المشترك بينها ومعها لتكون دائرة التفاعل أكبر وذات تواصل أوسع.
ثالثاً: “موسمية” الشعار أفضى إلى “محدودية” إيصال الرسالة من وراء الشعار، فما إن تنتهي مدة الخطاب إثر تزامنها مع موسم معين حتى تنتهي أدواته وتواصله وفعالياته، دون ترك آلية معينة للتواصل وتشكيل الأثر بعد ذلك. من قبيل تأسيس أدوات تفاعل متنوعة لمختلف الفئات العمرية المستهدفة من الخطاب، لتكون معهم مذكرة حاضرة للشعار معهم بطريقة يحبونها ويتفاعلون معها.
رابعاً: توصيات لإحداث الأثر
بالرغم من تمتّع الخطاب الإعلاني والإعلامي للمجتمع الشيعي بشعبيته وتغلغله في أفراد المجتمع حضوراً، وبالرغم من وجود كوادر ذات أهليّة عالية المستوى في التقديم والطرح والعمل والإبداع بمسحة جديدة وابتكار خلّاق في الخطاب، إلا أن جمع تلك القطع المتناثرة من إبداع وتخطيط حسن وتنظيم جيّد ودراسة أثر ما زالت غير مكتملة الملامح.
فالخطابات المقدمة سواء ما نتناوله الآن هنا من قبل المجلس العلمائي الإسلامي أو غيره من الجهات يفتقد لأمور عدّة نعتبرها أساساً جوهرياً إن أردنا أن نصيغ إعلاماً وإعلاناً لا يترك الأثر بل يُوجده إيجاداً. ومن تلكم الأمور:
أولاً: أهمية وجود استراتيجية واضحة ومجدولة للخطاب الموجّه للشعار المطروح على المديين المتوسط والطويل. خصوصاً عند الحديث عن تشكيل سلوك. وذلك باستخدام أحدث نظريات الإعلان والخطاب الإعلامي.
ثانياً: استخدام الأدوات الحديثة في التواصل، من مواقع تفاعلية وبرامج مستحدثة وفعاليات مُبتكرة وطرق جديدة، لضمان وصول الرسالة لأكبر عدد ممكن من فئات المجتمع، والتعاون مع الجهات ذات العلاقة لإحداث الأثر وفق خطة زمنية موضوعة.
ثالثاً: تكييف طرح الشعار وفق متطلبات كل فئة من فئات المجتمع المختلفة، فالخطاب الموجّه لفئة الشباب في مرحلة المراهقة تختلف عنها لأولياء الأمور وهكذا.
ما نود أن نقوله هو ضرورة إخضاع الخطابات المرسلة في قوالبها الإعلانية والإعلامية لأدوات المهنية في هذا المجال، من أجل إحداث الأثر المرتقب وضمان وصول الرسالة المقدمة وتفاعل الفئة المستهدفة منها .
وما عدا ذلك تكون الجهود مبعثرة والطاقات مشتتة دون ترك بصمة تمشي مع المجتمع أينما كان.
هامش
* قد نختلف في مفهوم الغزو الذي يستبطن في ذاته ضعف من وقع عليه، فذاك أمر طبيعي، إلا أن استخدام مصطلح “الغزو” اعتراف واضح بضعف المغزو، وبالتالي لا “عَتَبَ” إن سرى القوي على الضعيف، من باب سنة طبيعية، وهي أن الأقوى خطاباً وتأثيراً يأخذ محله في النفوس.
مقال للكاتب عن الموضوع بعنوان “الغزو الثقافي..ترف فكري أم حقيقة واقعة؟”.
http://www.alwaqt.com/art.php?
وصلة للمواد الإعلامية لحملة المجلس العلمائي
http://www.olamaa.net/new/news.php?newsid=5326