جعفر حمزة
مختص في ثقافة الصورة والاقتصاد المعرفي
..
كنتُ أراقب ابنتي البالغة ٣ أعوام، وهي تستمتع بلعبها بسيارة ذات العملة في إحدى المجمعات التجارية.
وأتت سيدة مع طفلتها بانتظار إنتهاء ابنتي من اللعب لتأخذ دورها، فبادرتُ الطفلة بعد استئذان والدتها بأن أضعها مع ابنتي في السيارة.
ولاحظتُ سعال الطفلة المتكرر، مما أثار شكوكي في كونها مريضة ربما، وربما لا..
حينها كنتُ اقرأ كتاب "الاقتصاد العجيب" والذي يتناول الهوامش الغير مذكورة للاقتصاد والاحتمالات الخفية لكثير من الأمور، وخطرت ببالي الفكرة التالية:
دافعي لدعوة الطفلة الصغيرة لركوب اللعبة، هو إسعادها و"لطف" مني كما يُقال.
عندما بدأت الطفلة بالسعال، تمت مراجعة الدافع وما أقدمتُ عليه، وبدأت تنهال الأسئلة:
ماذا لو كانت الطفلة مريضة وقد تُصيب ابنتي بالعدوى؟
ما الاحتمالات المترتبة على هذا “اللطف”؟
قد يبدو الأمر فيه مبالغة، إلا أنه يستحق التأمل بعمق، وما هذا الموقف إلا عالم مُصغر لما نعيشه في حياتنا اليومية.
ماذا لو كانت الطفلة بالفعل مريضة وانتقلت العدوى لابنتي؟
عندها، هل سألوم نفسي بسبب “اللطف” الذي دعاني لإجلاس الطفلة بقرب ابنتي؟ مما سيكون سبباً في مرضها، وبالتالي نزف وقت ومال للمعالجة، في حين كان يمكن تلافي ذلك بكل أدب، من خلال انتظار الطفلة لإنتهاء دورنا في اللعب، بكل بساطة، لكي لا تخطر هذه الاحتمالات، ولن يكون حينها تقرأ هذا المقال أصلاً!
وأما إذا مضت الأمور بطريقة طبيعية، سيكون موقفي “اللطيف” قد ترك أثراً طيباً عند تلك الطفلة، لتبيان أن هناك أناس يتسمون بالطيبة، يدعون للعب مع أطفالهم دون مقابل، وقد يكون ذلك مدعاة للطفلة وأمها بالقيام بالمثل إذا ما أتى طفل آخر ينتظر، وهكذا تنتشر عدوى “اللطف” حول تلك اللعبة.
كفكرة فيلم Pay it forward(١)
كل الاحتمالات واردة ومفتوحة على مصراعيها، والإعتماد كله على من سيقوم بالخطوة الأولى، إما الدعوة أو الإحجام عنها، ولا مجال لحساب الإحتمالات هنا، إذ أن الأمر معتمد على سلوك غير رياضي لا يمكن حسابه ، ليكون القرار مبنياً على احتمالات ونتائج.
ما أود قوله هنا، هو أن كل سلوك نُقدم عليه، يتضمن أكثر من وجه وسلسلة نتائج مُترتبة لكل وجه على حده. ولا يمكن قياس الأثر إلا بعد حين، وخصوصاً مع غياب المعطيات المؤكدة أو شبه المؤكدة.
فلو كانت الطفلة مريضة بالفعل، عندها هل سيكون علي الإنتظار حتى تنتهي اللعبة، وآخذ ابنتي بعيدة عنها؟
فاللعبة إنتهت، وهنا مجازفة العدوى. أو بمجرد سعالها المتكرر، كان علي أخذ ابنتي من تلك اللحظة، من باب “دفع الضرر المحتمل واجب عقلاً”، لأتحول حينها من موقف “اللطف” إلى موقف” الفظاظة”؟
أي الفعلين كان علي الإقدام عليه؟
أو قد يكون الأمر برمته مجرد “مبالغة” وليس هناك مرض بالطفلة إلا سعال متكرر بسبب تناولها شيء معين، أو نوبة سعال متكررة بالصدفة؟
هنا ندخل في كومة احتمالات، لا يمكن الجزم بأي منها في ذلك الموقف، كأنما تضرب كرات البليارد وأنت مغمض العينين، وأنت و”حظك” في عدد الكرات التي تسقط في الحُفُر.
فلكل فعل احتمالات وسلسلة ترددات لا يمكنك التنبؤ بأمواجها إلا الموجة الأولى التي تكون أمامك لحظة وقوعها لا غير.فأنت صانع الفعل، لذا أنت في وسط موجة التردد، ويصعب عليك النظر إلى ما هو أبعد من المركز..
فنحن نعيش في عالم مسطح، وليس لنا إلا بُعدين فقط، الطول والعرض لا غير، أما الإرتفاع، فليس لنا القدرة على إتيانه لعالمنا. لكونه خارج الحساب الرياضي الأرضي، وما نظرية “أثر الفراشة” (٢) و”البجعة السوداء” (٣) إلا بعض تُرجمان لذلك، فالاحتمالات المتولدة من الفعل الذي نصنعه أو نقوم به، تحمل عنصر المفاجأة في كثير من الأحيان، وينطبق هذا الأمر للتبسيط في السياسة والاقتصاد والاجتماع والفكر، وتتقلص أكثر لتصل لمرحلة ضئيلة جداً في العلوم التطبيقية. كون الاحتمالات ممكن حسابها بدرجة أدق لأنها تخضع للقوانين العلمية إلا الاستنثاء منها وقليلة.
وهذه الاحتمالية الواردة في الموقف المذكور بداية المقال، صورة مصغرة يمكن تطبيق احتمالياتها المتنوعة في عالم ريادة الأعمال والسلوك الاجتماعي والسياسي والديني الممارس، فما نقوم به فعلياً هو رمي الحجر في البِرَك الساكنة من حولنا، في بيئة العمل، في المنزل، بالمجتمع، بعالمنا، وحساب أثر تلك الرمية، يتفاوت بين من له “بُعد نظر” ومن تغيب عنه الخبرة والدراية، إلا أن كليهما مُعرضان لسيادة “الصدفة” بطريقة أو بأخرى، والتي تكون خارج الحسابات والاحتمالات، ويتجه البعض
لاعتبار “الصدفة” هي وقائع ستحصل ضمن حساب رياضي، لم نصل للمساس نتائجه بعد.
فضرب كرات البليارد وأنت مغمض العينين، يخضع لحساب الاحتمالات بنسبة ١٠٠٪، إلا أن غياب هذا الحساب لدينا نعتبر ما يقع حينها بأنه “صدفة”، وفي الحقيقية “الصدفة” هو مصطلح يعبر عن عجز معرفتنا بكافة الاحتمالات الواردة من فعل ما.
فضرب الكرات خاضع لاحتمالات شبه لا نهائية، خاضع لعوامل كثيرة، منها قوة الضربة وزاويتها، ورطوبة الجو، وسطح الكرات، ونسبة الاحتكاك في سطح الطاولة، وزاوية ضرب كل كرة بالكرة الأخرى، وسطح قمة العصا، ووو.. (٤)
كلها عوامل ترسم خارطة “الاحتمالات” لمثل هذا الوضع..
وكلما زادت المعرفة لدينا، ارتفعنا عن البُعدين، وارتفعنا لنرى الإرتدادات الممكنة وأثرها، إلا أنه نبقى محصورين في البُعدين بشكل كبير إلا في العلوم التطبيقة المختبرية، حيث يزداد الإرتفاع أكثر من غيره في الميادين الأخرى.
وما يحكمنا من سلوك في مختلف الأماكن والحقول أمور أربع، إما:
١. الوراثة السلوكية، والتي تدفعنا للقيام بسلوكيات متوارثة، ونزيد من نسبة الاحتمالات دون حسابها طبعاً، وتكون النتائج بعيدة عن النتائج الأولية التي مُورست فيها، لذا قيل “لا تؤدبوا أولادكم بأخلاقهم، فإنهم ولدوا لزمان غير زمانكم”، فهم يخضعون لعوامل جديدة غير التي عشناها كآباء.
٢. الإطلاع المعرفي، وهو نتائج خبرة وتجارب سابقة، وتعطي دفعة للارتفاع في البعد الثالث، وهو ما يجعل سلوكياتنا أكثر إنضباطاً وإتزاناً، فترى الشعوب المتحضرة القارئة، تقلل من احتمالات الوقوع في الأخطاء في المجال التي تكون مهتمة فيه ، بل وتُبدع فيه.
٣. التجربة العفوية، وهذه فاقدة للأمرين الأولين، وهذه تجعل المجتمعات كالحصان المصمد العينين، الذي لا يرى إلا ما هو أمامه لا غير، وبالتالي تتصاعد نسبة الاحتمالات الغير المتوقعة، ولهذا الأمر أثره الصادم لواقع من يقوم بهذه التجربة. وتطرح بعض أدبيات هوليوود في أفلامها وأيضاً العديد إن لم يكن أغلب الرسوم المتحركة هذا المبدأ من خلال الرسائل المبطنة، والتي تُقدم الشخصية “العفوية” أو “الساذجة” على أنها “محظوظة” مهما بلغت حماقة ما تقوم به. كمسلسل “توم وجيري” وفيلم “Johnny the Englih”، وغيرها من أفلام ورسوم ومسلسلات، تُظهر هذا التوجه على أنه “حظ محض”، وما الحظ إلا احتمالات إيجابية لا غير. أو حتى ربطها بمعتقدات لا أساس لها كحدوة الحصان وذيل الأرنب وما شابه ذلك. ولدينا الكثير في مجتمعاتنا الشرقية أيضاً.
٤. الاستناد على الزاوية العليا التي تعطي الاحتمالات المؤكدة، وتقدم القدرة على رؤية البعد الثالث بكل وضوح، وهذه تكون للنصوص السماوية “الديانات” والكتب المقدسة لها، فمن يقدمها ليس من الأرض، لذا لا غرو أن تكون النظرة شمولية وأوسع من نطاق البُعدين المحصورين لدينا.
والإكتفاء بالأمر الأول به قصر نظر، وأما العمل بالأمر الثاني يعطي اتساعاً للأفق نوعاً ما إلا أنه غير كاف تماماً، وأما العمل بالأمر الثالث، فتلك حماقة من العيار الثقيل، والمضي بالأمر الرابع مطلوب، خصوصاً أننا نتحدث عن مصدر له القدرة على تقديم البُعد الثالث بامتياز، إلا أن المشكلة الكبرى أن هذا الأمر تعرّض لتشويه كبير ووضع أمامه سداً كسور الصين العظيم من التأويل والتمويه وشكّل طبقات كلسية كبيرة عليه، وأفقده طاقته الحقيقية، ووصل إلى أن يكون في ذيل الخيارات الممكن الأخذ بها للتقدم والتطور.
وهذا الأمر يستدعي التأمل في دوافع سلوكياتنا، وعن أي خيار تصدر، فما نقوم به له احتمالاته المترتبة عليه، في المنزل مع العائلة أو ف بيئة العمل أو في اتخاذ قراراتنا السياسة والاقتصادية.
إن مجمل حياتنا هي بناء على “رمي الحجر” في “أين” و”متى” و”كيف”، والتي ترسم الاحتمالات الممكنة والواقعة إثر هذا السلوك أو ذاك القرار أو تلك اللفتة..
“النغزة” التي تُرسل على أنها إشارة سلبية لزميل في العمل، وإن بدت “بسيطة” إلا أن احتمالاتها الإرتدادية لا تتوقف بمجرد إنتهاء الغمزة، إذ أنها مجرد البداية، وتترك أثرها على من قام بها، ومن تلقاها، ومن المقصود بها، وكل طرف في معادلة الغمزة تلك يتفاعل معها بحسب تأثره وإندماجه في الفعل نفسه.
تلك “النغزة” قد يدركها رقم ١ نوعاً ما نتيجة وراثة، فيقوم بها أو لا يقوم، إلا أنه غير محصن عن عدم القيام بها إن كان هناك عقل جمعي يدفعها للأمام. وقد تكون محسوبة عند رقم ٢، لما لها من أثر سلبي، إلا أن التجاوز ممكن أيضاً هنا، خصوصاً عند استصغار هذه الأمور، أما رقم ٣، فالأمر عادي عنده، وتقف هذه “النغزة” عند رقم ٤، لأن الأبعاد قد تم تقديمها وبقوة وبصورة تفصيلية لمن سيقدم عليها، فكانت تحت مسمى “الغيبة” وتمثيل ذلك بأبشع صورة في النصوص الإسلامية “أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه”..
حياتنا مجموعة قرارات بعضها مدروس ونترقب نتائجه “المتوقعة” وبعضها ارتجالي، ونتيجة ذلك معروفة “بانتظار الصدفة” لتحل حينها..
ومن المنطقي بمكان الرجوع للمصدر الذي يعطي الزاوية الأوسع للسلوكيات التي سنقوم بها، لأنها الأضمن في تقديم النتيجة المتوخاة عن غيرها.
. ضرورة التوسع ف المعرفة المحيطة والذاتية بهدف الارتفاع عن البعدين المسطحين وإدراك قدر الإمكان للاحتمالات الواردة من أي فعل، والمجتمعات المتقدمة تفرد مساحة تفرغ خاص لهذه المسألة من خلال مراكز الأبحاث في أجلى صورها، ومن خلال توجه عام للدفع نحو المعرفة من جامعات وإعلام وقرارات تصب في توجه الإدراك المعرفي لوعي المجتمع.
والأمر ليس بالأبيض والأسود فقط، ولا يمكن حصر الموضوع بهذه الحديّة، فهناك ميتافيزيقيا السلوك، منها على سبيل المثال دافعية العمل الخيّر بناء على الفطرة الإنسانية أولاً وبدعم من التعاليم الدينية السمحة ثانياً، إذ لا تخضع هذه السلوكيات إلى نظرية الاحتمالات البتة، فمصدرها مُدرك للارتفاع “النتيجة”، وخط ارتفاعها يخترق الزمكان الأرضي “أي الزمان والمكان الأرضيين”، فعملك للخير وإن لم تحصل على نتيجته في هذه الحياة الأرضية، إلا أنه محسوب لك وفي رصيدك الذي ستحتاجه أيضاً في حياتك الثانية، لذا يكون بُعد النظر للمُدرك لدوافع السلوك والتوجهات المبنية على الإرشادات الدينية مصدر إلهام وسكون كبيرين له، كحال مد يد المساعدة للفقير المحتاج أو عيادة المريض أو إنقاذ ملهوف أو التصدّق والقائمة تطول، فالدافعية مصدرها مستند على أمر فطري بحت تُعززه التعاليم الدينية السمحة عموماً وفي الإسلام خصوصاً، وفيما ورد في هذه الأمور الشيء الكثير والتفصيلي “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”..
فدافعية المؤمن بتلك التعاليم لا تضع في عين الإعتبار الاحتمالات الأرضية، لا نتيجة جهل أو تغافل عنها، بل لإدراك عميق بأن الحسابات لها بُعد آخر مصدرها غير الأرض، وهي المدركة الكبرى لفهم البُعد الثالث “الارتفاع” ومعرفة النتائج الممتدة لما بعد هذه الحياة.
هناك حديث مُلهم وغريب ويستحق التأمل بعمق،
( إِنْ قَامَتْ السَّاعَةُ وَفي ِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ ،فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا؛ فَلْيَغْرِسْها )
عجيب هذا الحديث وترجمان حقيقي كبير للبعد الثالث في الاحتمالات..
فما نفع غرس فسيلة والحياة الأرضية تنتهي؟ من سيستفيد منها أصلاً والدنيا إلى فناء؟
الناس ستكون في خطب عظيم نتيجة نهاية العالم، وهذا الحديث يدعو لغرس فسيلة!
إنها قمة البناء والإعمار وبُعد النظر في هكذا حديث، درس ملهم وعميق للدفع نحو الإنجاز ولو في آخر لحظة من الحياة..
تلك هي القمة المتأصلة في تعاليم دينية تعطيك لما بعد الاحتمالات وتدفعك دفعاً جميلاً للبناء والعطاء مهما كانت الظروف.
من يضع الفطرة جانباً ويغفل النظر للاحتمالات في بعدها الثالث، يحصر نفسه في دهاليز البُعدين المسطحين ولا يخرج منهما، ويظل في دوامة الاحتمالات الناقصة وتكون الغَلَبة عليه للصدفة، والتي هي في الأساس ممكن تلقيها بصدر رحب لمن أدرك وآمن بالبُعد الثالث في النتائج.
كل سلوك فطري طيب لا بد أن يقع وإن صنع احتمالات قدر نراها ليست في صالحنا، لأننا نعاني من قصر نظر لإدراك كل الارتدادات، فنحن لا ندرك أثر الفراشة بشكل واسع، فإن كان دافع الفرد في عمل ما هو اعتماده على الاحتمالات الأرضية البحتة في السلوك -غير العلوم التطبيقية طبعاً- فسيعيش مفتقدا ً جزء كبيراً من فطرته وطبيعته، فلسنا روبوتات لو أدركنا الأمر..
ونلاحظ أن السلوكيات الأخلاقية الفطرية من شجاعة ومساعدة وطيبة وتضحية متأصلة في كل حضارة ومجتمع ودين، ونرى ذلك بصورة أكبر “إعلامياً على الأقل” في المجتمعات الشرقية، وبالأخص أقصى الشرق كاليابان والصين، ويتضح ذلك من خلال أدبياتهم ونتاجهم الفني الذي يعكس جزء من ثقافتهم وحضارتهم، فالتضحية ليست نهاية الإنسان، بل هو دور طبيعي قد يتخذه المرء لإيمانه بهذه القيمة التي تكون في الأخير درعاً واقياً للحفاظ على قيم عليا أخرى كالصداقة والحفاظ على الوطن وغيرها من صور يمكن مشاهدتها في منتجات فنية بصرية مثل
The Last Samurai
أو رسوم متحركة مثل
The Spirited Away
وغيرها الكثير..
وعوداً إلى إبنتي، واحتمالات نتيجة السلوك “الطيب”، فإن مرضت، فلا لوم، لأن السلوك في حد ذاته مدعاة لتأسيس قيمة الطيبة واللطف، وهو مهم إدراكه في زمن أصبح التشبت بالبعدين الأول والثاني أكبر وبالإلتصاق بالسطح أشد.
وللعلم، ولله الحمد لم تمرض، وكانت تلك احتمالات مزعجة خطرت ببالي، لكنها كلها كانت “موجات” حكمت ظروف وقوفي وانتظارها وقرائتي للكتاب وحضور البنت الصغيرة مع والدتها، ودفع كل ذلك لي لكتابة هذا المقال، ومن ثم قرائتك أنت له..
هذا احتمال لم يكن في الحسبان إلا أنه وقع لتعزيز قيم فطرية لا بد من تذكيرنا بها بين فينة وأخرى، لكي لا تتكلّس بفعل عوامل المادية البحتة..
وبين ظهرانينا خارطة طريق كونية متكاملة لو أحسنّا قراءتها بفطرة الإنسان السليم دون الرتوش المصطنعة والأقفال التي أعطها البعض طابع القداسة..
...
(١) تدور أحداث الفلم في إطار درامي اجتماعي ، حيث الطفل (تريفور) الذي يتمكن من تنفيذ فكرة خيرية ينجح بها في خدمة مجتمعه ، وذلك من خلال دعوة كل شخص بالمدينة لمساعدة ثلاثة أشخاص آخرين من المحيطين به، وبالتالي يعيش الجميع في مستوى واحد ، وبالفعل يؤيد فكرته الجميع ، وتنجح ، وتنتشر انتشارا سريعا .
(٢)
أثر الفراشة
(٣)
نظرية البجعة السوداء..
(٤)
لاعب البليارد المتمرس وإن ضرب الكرات وهو مغمض العينين، فهو يقوم بتقليص حسابات الخطأ
إثر تمارينه المتكررة، فهو يبصر الاحتمالات نتيجة ممارسته.