تنديد بالطائفية من خطباء الجمعة والجمعيات الشبابية
صحيفة الوقت العدد 537 - السبت 28 رجب 1428 هـ - 11 أغسطس 2007
فيما رحبوا بإصدار قانون يجرم التمييز.. يقول الناس:
محــاربـــة الطائــفية مهــمة كـــل صــاحــب ضــمـــير وطـــني
الوقت - علي الصايغ:
تعالت الأصوات في الآونة الأخيرة المنددة بالطائفية، والمحذرة من خطرها على المجتمع بجميع مكوناته، والتي ترى إن الترويج لأي شكل من أشكال التمييز حسب الأعراق أو الديانات أو المذاهب لا يخلق إلا شرخاً في المجتمع لا يمكن مداواته أو يصعب ذلك كما حكت لنا شواهد واضحة في أكثر من بلد في العالم.
سيارة ضد الطائفية
الكل يعبر بطريقته عن خطر استفحال الطائفية، فقد أطلق الكاتب ومسؤول فريق الإبداع في شركة إعلانية جعفر حمزة فكرة فريدة من نوعها وهي فكرة سيارة ضد الطائفية معتبرا أن خطورة تنامي الحس الطائفي في البحرين قد بدأت تؤثر بشكل أو بآخر في النسيج المجتمعي. وجاءت الفكرة حسب حمزة أنه ''كثر في الآونة الأخيرة استخدام (الإستيكرات) على الزجاج الخلفي للسيارات، سواء ما تحمل رسالة انتماء سياسي أو ديني، أو شرح وضع اجتماعي، أو انعكاس لثقافة الشباب بجميع أطيافه''، مستدركاً ''ونتيجة لتواجد ثقافة (الإستيكرات) قمنا بمبادرة للتحذير مما يجري في هذا الوطن من شحن طائفي سيكون الخاسر فيه الكل بلا استثناء''.
وأضاف ''ابتكرنا أيضاً ''لعبة المشنقة'' المعروفة، حيث تتوقع الكلمة المطلوبة، وفي حال فشلك في توقع الحروف المكونة للجملة يتم رسم المشنقة إلى حين رسم شكل إنسان مشنوق في حال فشلك بتوقع الكلمة، أو تتوقع الكلمة المطلوبة وتنجح في اللعبة ولا يتم اكتمال رسم المشنقة''.
وتابع ''وقمنا بتمثيل فكرة ''الطائفية'' بلعبة المشنقة، والفكرة هنا حتى في حال توقع الكلمة الصحيحة وهي ''الطائفية'' فإن اللعبة تنتهي بشنق الإنسان (...) الفكرة رمزية وترسل رسالة واضحة، حيث إن اللعب على وتر الطائفية يؤدي إلى موت الإنسان أي موت الوطن''. وأضاف ''الغرض من عملها على خلفية زجاج السيارة هو إيصال الرسالة لأكبر عدد ممكن أثناء قيادة السيارة في الشارع''، معتبراً أن ''الطائفية داء عضال ومحاربته ومقارعته مسؤولية الجميع بلا استثناء''. وقال حمزة ''وبرغم لعب بعض الأطراف على هذا الوتر الشاذ والنشاز، إلا أن الواعين لن تنطلي عليهم مخططات الطائفية.
التي لن يخرج من لعبتها أحد وهو رابح أبداً
وأضاف ''لقد تمثلت الطائفية في الزيف المكتوب (بعض الصحف) الزيف المسموع (الخطب الموجهة) والزيف المرئي (الإعلام في بعض صوره)''، معتبراً أن ''مهمة كل صاحب ضمير وطني أن يحارب الطائفية بكل ما أوتي من قوة وهي مسؤولية دينية وعقلانية بالدرجة الأولى''.
من جهته، أكد رئيس مركز البحرين الشبابي (الوفاق) محمد فخراوي استحسانه لفكرة صدور قانون يجرم التمييز والطائفية، وتمنى ''أن نحمل ثقافة نبذ الطائفية والتمييز قبل أن نشرع قانوناً''، موضحاً ''إذا كان القانون لا يطبق فما الفائدة منه''.
وقال فخراوي ''لو استطعنا تكريس ثقافة نبذ الطائفية والتمييز فإننا سنصل إلى النتيجة المرغوبة، وقبل أن نشرع القانون ينبغي علينا البحث عن الأسباب والسياسات التي أدت إلى التمييز وأن نحاربها''، لافتاً إلى بعض سياسات تمارس للأسف في الدولة ''سواء بالنسبة إلى التوظيف أو غيره'' على حد قوله.
واعتقد أن ''هناك تكريساً لفئة معينة على حساب فئة أخرى، والنتيجة أن الفئة التي تتعرض للتمييز تشعر بالغبن في الوقت الذي لا تستطيع فيه التنازل عن المكتسبات''، وفق قوله.
وأوضح فخراوي ''هناك بعض المؤثرات الخارجية الطفيفة، ولكن بعض السياسات الداخلية هي التي كرست الطائفية المطروحة على الساحة في الوقت الراهن''، لافتاً إلى مثال ''توزيع الدوائر الانتخابية باعتباره أحد ملامح الممارسات الطائفية في البحرين''، حسب رأيه.
أبعاد خطيرة
من جهته، قال عماد خليفة جاسم (30 عاماً) ''من المفروض أن نكون يداً واحدة، وألا تتواجد الطائفية فيما بيننا''، لافتاً إلى الأخطار الجسيمة من الانسياق وراء المهاترات والنعرات الطائفية التي لا تؤدي إلا إلى تمزيق الصف. وقال جاسم ''إن الطائفية لها أبعاد خطيرة، وتأثيرات جمة، ونحن إن كنا مجتمعاً مثقفاً وواعياً فيجب علينا أن نوقف شجرة الطائفية التي لن تثمر إلا ثمار التشقق وزعزعة الوحدة الوطنية''.
وعن مدى أهمية صدور قانون يجرم التمييز والممارسات الطائفية في البحرين، أجابت رئيس نادي صناع الحياة ميساء النيباري ''أنا مع إيجاد مثل هذا القانون إن كان سيحد من الطائفية، ويؤدي بدوره إلى إطفاء نارها في أي موطن من مواطنها''.
ولا تعتقد النيباري أن هذه النعرات والمشاحنات الطائفية هي وليدة الداخل البحريني، معتبرة أن الواقع البحريني بريء من هذه الأفكار، وأن كل الأعراف والتقاليد البحرينية تندد بجميع أشكال الطائفية، ومؤكدة أن ''الزحف الطائفي أساسه خارجي، وليس وليد البحرين''، وفق قولها.
وقالت ''كوني بحرينية، أتمنى أن يعي الشباب البحريني خطورة الأمر، وألا تجرفهم العواطف والانتماءات''، لافتة إلى أن الشباب البحريني وصل إلى المستوى الذي يميزه عن باقي شباب الوطن العربي، وقد حقق إنجازات على أصعدة عدة''، حسب تعبيرها.
وأضافت النيباري ''الوعي بخطورة الطائفية بين الشباب البحريني مطلوب (...) يصعب التعايش بحس طائفي في مجتمع خليط، لا يمكن له أن يتخلى عن روابطه المتينة من أجل الروح الطائفية التي لا تجر سوى إلى الشتات''.
أسباب تفشي الطائفية
كما أن بدر جمعة (31 عاماً) أكد بدوره وجود مؤثرات خارجية ترغب في زرع الانقسام في المجتمع، وأن لها مصالحها الآنية في ذلك، لافتاً ''ليست المعضلة في الطائفية وحسب، وإنما في التمييز بين الأعراق أيضاً وذلك من شأنه أن يخلق فروقاً واسعة في المجتمع''، وفق رأيه.
وقال جمعة ''الطائفية هي التحيز والتعصب الذي يجعل أبناء الطائفة الدينية الواحدة تتحيز وتتعصب لطائفتها، وتعتبر طائفتها أفضل وأحسن من الطوائف الأخرى، وتتمتع بنفوذ سياسي واقتصادي واجتماعي كبير''. وأضاف ''وعندما تدعي الطائفة أنها أفضل من الطوائف الأخرى وتستأثر بالسلطة والثروة وتحتكرهما لصالحها فإن الصراع بينها وبين الطوائف الأخرى سرعان ما يظهر ويسيطر علي الساحة الاجتماعية والسياسية'' حسب تعبيره.
وأبدى جمعة بعض الأسباب التي أدت إلى تفشي الطائفية ''التنشئة الاجتماعية الخاطئة والمعيبة والمتحيزة التي تعتمدها العوائل في تربية أبنائها منذ المراحل الأولى للتنشئة والتربية الأخلاقية، المصالح السياسية والاقتصادية التي تضعها الطائفة في الحسبان، والجهل وضيق الأفق والتحيز والتعصب الذي يسيطر علي الطوائف الدينية والمذهبية المتخاصمة''.
وأضاف جمعة أسبابا أخرى منها ''التدخل الأجنبي بغية إضعاف المجتمع، وجود الأقليات القومية والعرقية التي تقود إلى تحيز كل طائفة إلى أفرادها ووقوفها ضد الطوائف الأخر بدون وجهة نظر حق وعادل'' حسب رأيه.
.
0 التعليقات:
إرسال تعليق