الغداء مع الأنبياء




"الغداء مع الأنبياء"
الذبح الحلال والتصفية المقدسة
جعفر حمزة


يتم قطع رقابهم، وتُرمى أجسادهم في المزابل أو في الأنهار، وقد يكون "العرض" المقدم جماعياً، فيتم حصد أرواحهم بالجملة عبر سيارة مفخخة يقودها "استشهادي" –أو هكذا يسمون أنفسهم- آثر إلا أن "يتغدى" مع الرسول الأكرم )ص(، فيُقدم عليه واضعاً بين يديه "قرابين" من شيوخ ونساء وأطفال "عربون" محبة و"تذكرة" مختومة بدم الأبرياء لدخول الجنة بلا حساب ولا كتاب!

وكلما قتلت منهم أكثر كان نصيبك من الحسنات وجمع الدرجات أكبر، ويكأنها لعبة "ماريو" حيث يجهد في جمع النقاط من مكان إلى آخر، وأفضل منطقة يستطيع "ماريو" المجاهد أن يكون فيها، تلك التي تضم "أشياءً" لا تنتمي إليه فكراً ومنهجاً وعقيدة، وبالتالي تُصبح عملية "الإفناء" مطلوبة بل وواجبة، فأولئك مثل "الجراثيم" التي لا بد من القضاء عليها والتخلص منها، لما تمثله من "خطر" يهدد بيضة الإسلام وقوته، فهل يؤنبك ضميرك عندما تمسح "البلاط" بالمنظف؟!

لم تكن تلك القراءة "السوداوية" إلا نتيجة للصور اليومية ووقوفي على سواحل منتديات ومواقع تضع على واجهة "محلاتها" الفكرية مسميات قرآنية، لساعة أو أقل لأقرأ وأشاهد واستنتج تلك الصور "المقدسة" في نظر أولئك "اللافظون" و"القاتلون" للآخر في عنوانه الإنساني والإسلامي.

فهل يشكل الإختلاف في العقيدة والفكر "إجازة شرعية" لإعمال "الذبح الحلال" في العباد بل وذبح الأوطان؟
وللإجابة على هذا السؤال "الدموي" لا بد من قراءة تفكك شفرات تلك "الإجازة الشرعية" لنعرف عن أي "شرعية " نتحدث وعن أي "حلال" نتناول.

لقد كان السيناريو الأول والذي تحدث عنه التاريخ وذكره القرآن الكريم في العديد من سوره وآياته حول دول وحكومات وممالك أعملت الذبح والقتل والحرق في أقوام لم يكن لهم من ذنب سوى "اتباعهم" للأنبياء و"إيمانهم" برسالاتهم.
فمن قصة أصحاب الأخدود إلى الويلات التي ساقها فرعون موسى على اليهود، فضلاً عن التنكيل والصلب لاتباع السيد المسيح)ع( ومروراً بقتل وتعذيب وتهجير المسلمين الأوائل في بداية الدعوة الإسلامية.

وتنقلب الآية بعدئذ ليكون السيناريو الثاني هو تحول الدين من خلال مفهوم "المتمصلحين" من رسالة سلام ورقي بالإنسان إلى أداة قتل جماعية و"محراث" للبشر من أجل المصلحة.
لقد تحول الدين في بعض سيره من "واهب" الروح للمجتمعات إلى "آخذ" لها، ويشكل هذا التحول في العلاقة بالدين مرحلة مهمة تستدعي التأمل والدراسة، وإن لم تأخذ نصيبها من البحث بدقة أكبر وعرض تفصيلي أوسع.

وهذا التحول الغريب يذكرني برواية الكاتب الإنكليزي "روبير لوي ستيفنسون " الذي تناول الإزدواجية الإنسانية عندما يذكر تحول الدكتور "جيكل" الطيب في النهار إلى المستر "هايد" الشرير في الليل.
ولم يكن التحول إلا نتيجة توظيف النص المقدس تأويلاً وتحويلاً من أجل الظفر بالقوة، سواء كانت سياسية أو دينية، وبدلاً من قراءة ما بين السطور للنصوص الدينية كانت القراءة لسطور النصوص نفسها، وبين تلك القرائتين مساحة شاسعة بين مد اليد للآخر إلى قطع رقبته.
وقد عمل اليهود على القراءة "المصلحية"، إذ تبينها الآية الكريمة التالية "قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا".
وتصل القراءة إلى حد يكون الآخر ليس في موضع خلاف فحسب، بل في موضع وجوب "القضاء" عليه، لما يمثله من "خطر" وتهديد للدين –بحسب مفهوم أصحاب القراءة الناقصة-، وقد كان الخوارج من أوضح الأمثلة على القراءة الناقصة للنصوص الدينية، حتى شهروا السيوف في وجه الخليفة الشرعي آنذاك، وهو الإمام علي بن أبي طالب)ع(، وأحدثوا في خلق الله ما لم يحدثه من كان خارج ملة الإسلام، حيث نهبوا الناس وقتلوهم، وبقروا بطون النساء الحوامل، لا لشيء سوى أن "الضحايا" ليسوا على النهج الذي تبنوه الخوارج.

ولم يكن قطع الرقاب وإعمال القتل في المخالفين للفكر والمذهب هي الصورة الأبرز لمفهوم "التكفير" و"التطرف" فقط، فهناك "الإقصاء" و"التهميش" فضلاً عن تقديم النصوص الدينية بتأويلاتها الموجهة ضد جماعة أو أصحاب مذهب، والتي تمثل "قميص عثمان"، والذي يستدعي "الثأر" و"رفع العقيرة" و"شحذ الهمم" لاسترجاع الإسلام الأصيل من خلال "الجهاد" لـ"حصد" أرواح "أعداء الإسلام" ومدعيه.

وتمثل "الطائفية" بجرعاتها المختلفة من السلطة والمجتمع "فرزاً" للأفراد لوضعهم في "كانتونات" ملونة تمهيداً للذبح الجسدي والاجتماعي، فلا فرق بين "إزهاق الأرواح" على الهوية، وبين "هدر الفرص وغياب العدالة" على الهوية، فكلاهما يُفضيان إلى إخلال اجتماعي وعدم استقرار للمجتمع والدولة على حد سواء.

ولئن كانت الطوائف والمذاهب تعمل بمثابة "التروس" في المجتمع، والتعايش يمثل "الحزام" الرابط بينهم، للقيام بتنمية المجتمع، فإن الفكر الإقصائي، سواء كان "التكفيري" أو "الطائفي" يمثل السكين التي تقطع ذلك "الحزام" ويجعل من تلك "التروس" تدور حول نفسها بلا فائدة.

وبذا يتساوى "التكفير" و"الطائفية" في النتيجة، وإن كات الأولى إحدى صور الثانية، والثانية تمهيداً للقيام بالأولى.

ولا يمكن غض النظر عن كل رسائل الطائفية والتي تعززها السلطة من جهة والقوى المجتمعية من جهة أخرى، لنصل إلى مرحلة "الفرز المذهبي" والنظر للآخر بأنه "آخر منبوذ"، لأنه ببساطة لا يتوافق مع الرؤية "الإسلامية الصحيحة"، وبالتالي تكون عملية الإقصاء لأصحاب المذاهب والمدارس الفكرية الأخرى فضلاً عن التهميش مسألة طبيعية وقد تصل إلى مرحلة تقديمهم الآخر كتذكرة للظفر بـ"غداء" مع الرسول الاكرم)ص(.

ويبقى السؤال حول الآلية التي يمكن من خلالها وضع النص الديني بعيداً عن الطريقة اليهودية "المقرطسة" –أي جعله قراطيس-، والعمل على تجفيف روافد خوارج العصر التكفيري فكراً وممارسة وتمويلاً، ويتأتي ذلك من خلال تكاتف السلطة الحاكمة في أي دولة مع أطياف المجتمع المختلفة، فضلاً عن وجوب محاربة الخطاب الطائفي الممهد بصورة أو بأخرى للأفكار المتطرفة.

ونبتعد بعد كل ذلك عن أي حديث للغداء مع الرسول الأكرم)ص(، والذي مثل عمق الرحمة السماوية على الأرض، ليس للمسلم فحسب، بل تعداه لكل الإنسانية، بل ولكل كائن حي على هذه الأرض، ويختصر الآخرون الرسول الأكرم في إقصاءهم للمخالفين معهم في الفكر والمذهب.

افتحوا الحنفية


افتحوا الحنفية
جعفر حمزة

تصميم داخلي حديث، ونظام إلكتروني للإنتظار وشاشات مسطحة "إل سي دي" تعرض المشاريع الإسكانية التي "رسمت الابتسامة" على وجوه "الآلاف" من المواطنين، ولفت إنتباهي أثناء مشاهدتي تلك "الإنجازات" تعليق أحد الشباب الذين ينتظرون دورهم بالقول: (هذا في البحرين؟)، ولم أعرف ما الذي كان يقصده، أكان سؤاله "تعجباً" أم "تهكماً"، وفي كلتا الحالتين يحق له ولغيره السؤال عن أزمة ما زالت قائمة وتلقي بتبعاتها على جميع فئات الشعب، وهي الأزمة الإسكانية "الخانقة" والتي تتم معالجتها أو الحديث عنها بنظام " التقطير البطيء"!
وما لفت إنتباهي بين الديكور والشاشات والتصميم الحديث في قسم المراجعين للطلبات الإسكانية هو "تنهّد" رجل كهل لم يستطع رؤية الرقم الظاهر على شاشات الإنتظار، وكان ممسكاً بيد ترتعش رقماً وأظنه 221، على أمل الحصول على وحدة سكنية طال انتظاره لها لـ 20 عاماً أو أكثر، وقد عرفتُ ذلك منه عندما سألته ما هو طلبك. وأظنه تمنّى أن لا يكون انتظاره كبيراً كما هو حال رقمه.
وكان إلى جانبي شاب بادرته بالسؤال عن طلبه، فقال إنه مضى على طلبه 4 سنوات للحصول على وحدة سكنية، وعندها ابتسم الرجل الكهل وكأنه تذكر أيام شبابه في السنوات الأولى بانتظار الفرج، وقال للشاب "توها الناس يا ولدي، لحد اللحين إنت ما انتظرت بعد".
ولم يكن سؤالي للكهل والشاب إلا مجرد الدخول في حفرة الأرنب كما يقولون لأسمع حكايات تفوز بجوائز الأوسكار في الدراما والقصص الواقعية.
يبدو أن الحسابات الرياضية تتوقف عند الحديث عن بُنية أساسية في توفير "العيش الكريم" للمواطن البحريني متمثلاً في سكن ملائم، فالدولة نفطية وبدأت باستقطاب رؤوس أموال ضخمة من حول العالم، حتى باتت "قبلة" الاستثمارات في المنطقة مع مدينة "دبي"، فضلاً عن "تدفق" لا ينقطع من المشاريع في شتى المجالات، ومع الزيادة الحاصلة في سعر برميل النفط حول العالم، تزداد قائمة "المدخولات" للدولة بشكل كبير جداً في قبال نقص و"شح" لا يمكن إغفاله في البُنية التحتية فضلاً عن الخدمات والمبادرات التنموية الأخرى التي من المفترض أن تكون "ألف" التنمية قبل "يائها".
إن ما يشكل نمط الحركة في المجتمعات الحديثة هو مستوى الوعي بالحقوق الأصيلة مع قليل من المنطق الرياضي البسيط، وما تعدد الاعتصامات المطالبة بوحدات سكنية في هذه المنطقة أو تلك إلا دليل على ذلك، ولضمان وجود الزخم المالي والجاذب للاستثمارات في البحرين ينبغي إشباع هرم "ماسلو" المتمثل في "الأمن والسكن والعمل"، تلك الثلاثية الذهبية التي تمثل الثقب الأسود لكل تطور وازدهار في أي مجتمع، لتنطلق بعده الإبداعات والتميز من خلال الاستثمار البشري وهو رأس المال الأساس في هذا العالم.
لا تعاني البحرين من قلة الأراضي، وإذا أردت الدليل عليك بمحرك البحث "جوجل إيرث" لتعرف حجم الأراضي "المُشاعة" و"المحرمة" أو "الخاصة" و"العامة".
ما نمر به من تحول عمراني يلقي تبعاته السلبية على بقية رئاتنا الطبيعية من مساحة خضراء وبحر وسواحل، لم تضق أرض البحرين بما رحبت،لكن البعض "حجز" مساحته في الداخل وأراد أن "يتمغّط" خارج بر البحرين على حساب البيئة والناس.
نؤمن بأنه يمكن وضع البحرين في قلوب أهلها قبل وضعها على خارطة العالم من خلال "فتح" حنفيات التدفق المالي، وخصوصاً بعد ارتفاع أسعار النفط لتتم المشاركة الحقيقية عبر سيناريو عملي يشعر بل ويعيش معه كل بحريني أصيل.
ونؤمن أيضاً أن "حنفية" كل بحريني يجب أن تكون مفتوحة عندما يريد ذلك، ليكون من ضمن معادلة تنموية حقيقية يجهد ويعمل ويبدع لبحرينه.
إن افتقاد قاعدة هرم "ماسلو" من سكن وعمل لن يبلغنا القمة، وما يترتب عليه ذلك من فقدان الاتزان المطلوب لأي مجتمع يريد النهوض والتطور.
ومن المعقول جداً أن يتم "فتح" الحنفيات على مساحات تغطي طلبات الإسكان، ليمكن الحديث عندئذ عن ملفات قريبة من قمة الهرم.
ما زالت نظرات ذلك الرجل الكهل في مخيلتي، فهل يأتي اليوم الذي يظفر ابن العشرين أو الثلاثين بمنزل دون أن يكون يبلغ عمر الديناصورات، ربما في عام 2030!



بحريني متصيِّن!











شعار
"Yen Yang"
شعار "درة البحرين"

بحريني متصيِّن!
جعفر حمزة


ظننتُ من النظرة الأولى أن الشعار الموضوع على أعمدة الإنارة في أكثر من مكان في البحرين لمنتج إلكتروني أو ما شابه ذلك، فالشكل الدائري الذي يتوسطه شكلان متداخلان في بعضهما البعض أرجع صورة "سوني أريكسون” إلى ذاكرتي، لذا لم يكن استنتاجي بعيداً عن "الإبداع" أو "التكهّن المنطقي"، إلا أنني استدركتُ الأمر بربط الشعار بشعار "تايجي " التقليدي الذي يرمز لقوى "ين يانج" وهو معروف جداً، إذ يتداخل فيه شكلان الأسود والأبيض مع بعضهما ضمن دائرة متكاملة، ولم يخالطني الشك في ذلك، فما عليك إلا وضع اللونين الأسود والأبيض لترى أن شعار "درة البحرين" هو نفس ذلك الشعار الذي يرمز لكيفية عمل الأشياء في العلم الصيني القديم.
ولم يكن حكمي ذاك مُستعجَلاً فيه، فقد أتي الشعار إلى يديّ آخذاً مساحة صفحة كاملة في الصحيفة، ولم يدم الأمر في التمعّن كثيراً حتى وصلت إلى نفس الاستنتاج، وهو أن شعار إحدى أكبر مشاريع العقار في البحرين هو مجرد صورة من شعار صيني قديم لكن بألوان باردة وحارة "الأزرق والبرتقالي"، وكأنه تمثيل مباشر ليس لشكل الشعار "ين يانج" فقط بل حتى معناه، حيث يمثل الشكلان الأسود والأبيض في الشعار الصيني من ضمن الدلالات تداخل التناقضات مثل البارد والحار. فهل هي مصادفة؟
تمثل إعادة هوية أي مشروع من خلال ما يُسمّى بـ"ريبراندينج" وهي عملية يتم تطوير المنتج أو الخدمة بغرض تقديمها بهوية جديدة، تمثل خطوة عملية تتطلب دراسات مستفيضة للسوق ومعرفة جو المنافسة –إن وُجدت-، هذا بالإضافة إلى أن تكون تلك العملية هي إنعكاس مباشر أو رمزي للمنتج أو الخدمة.
ومما تهدف إليه عملية "ريبراندينج" هو تجديد الصورة المطروحة سابقاً نتيجة تطور في الرؤية أو تقدم خطوة في مجال التميز في السوق المنافس، فضلاً عن لفت النظر وشد الإنتباه.
إن الطبيعة المميزة للخدمة أو المنتج تبقى العلامة التجارية حاضرة على الدوام، وتُعتبر عملية "ريبراندينج" من أهم وأصعب العمليات التي تتداخل فيها "كومينيكيشين ماركتينج" مع "أدفيرتايزينج"، فهي بمثابة "تبدّل" لجلد العلامة التجارية أو خروجها من "شرنقة" لتتحوّل إلى "فراشة"، بعبارة أخرى هي عملية تحوّل طبيعية في عالم العلامات التجارية.
وعوداً إلى شعارنا الذي يقدّم قاعدة جديدة في هوية المشروع من خلال عبارة "حياة عصرية بأسلوب أهل الجزر"، ولئن كان الدمج مميزاً من ضمن هويات متعددة لمشاريع مختلفة في البحرين، إلا أن اتخاذ الشعار بالشكل الحالي يمثل "تراجعاً" في مستوى التحدي لمشروع تبلغ ميزانيته الملايين.

وبعيداً عن التحليل التسويقي للشعار، دعونا نقرأ هذا السيناريو المفترض، والذي يمثل قراءة واقعية وعملية للشعار ومفهومه:
يستوقفه الشعار الموضوع على منصة الترويج لمشروع "درة البحرين" في معرض عقارات ويقترب متمعنّاً فيه، لا يبدو عليه مهتماً بالمشروع قدر اهتمامه بالشعار بالرغم من أنه رجل أعمال وهو يبحث عن الفرص حول العالم للاستثمار والتطوير، ومع ذلك نسى المشروع برمته وأخذ يقلّب عينيه حول الشعار، وبدرت منه ابتسامة صغيرة مشوبة بغضب خفيف، وكأنه اكتشف سراً لا يمكن السكوت عنه، وهو يقول في نفسه : ألا يعرفون أن هذا الشعار يرمز إلى فكرة دينية نشأت في بلدي الصين، وقد بات معروفاً حول العالم، ويكفي أن تبحث في "جوجل" عن "ين يانج" ليعرفوا ليس مدى التقارب الشكلي فقط، بل مدى أخذ المعنى منه في شعارهم الجديد؟ لا أعتقد أن الإنترنت كان مقطوعاً عندما عملوا الشعار!"
حوار افتراضي وسيناريو مختلق قد لايكون واقعياً، لكن النتيجة والتحليل لن يبتعدا كثيراً عن أذهان من ينظرون لشعار مشروع "درة البحرين"، بل حتى الصغار أثاروا نفس السؤال "أليس هذا الشعار معمولاً به من قبل؟، لكن الألوان مختلفة!".



لقد أصبحت السوق "حامية الوطيس" وهو مدعاة لمنافسة تستند على الإبداع والتميز وتمثيل خصائص ومميزات أي منتج أو خدمة عبر هوية قائمة بذاتها، مُلفتة، قوية، مرنة، ذات دلالات فريدة، فضلاً عن حضورها الشكلي في الألوان والخطوط والتطبيقات العملية لها.

والغريب في الأمر أن يكون اسم المشروع محلي وذو طابع نفتخر به منذ القدم، وهو اشتهار هذه الجزيرة المعطاءة باللؤلؤ الطبيعي والثروة البحرية، في حين نرى أن الشعار يعكس نمطاً وثقافة من أقاصي شرق آسيا، وكأننا نتحدث عن بحريني متصيِّن "أي صيني"، فضلاً عن عدم تقديم المشروع لبدائل طمر المساحة المائية، وذلك من خلال بيئة طبيعية للأسماك والحياة البحرية بصورة عامة، ولا يكفي دعم دراسات عن الحياة البحرية لهذه الجهة أو تلك ما دمت تدمر أساس الحياة البحرية، ومع وجود "..بأسلوب أهل الجزر" في الشعار!

موقع مشروع درة البحرين
http://www.durratbahrain.com/

Power of clothes

trying to introduce some of Political and cultu... (more)
Added: December 06, 2007
trying to introduce some of Political and cultural Arabs issues through clothes.one of the issues was the Arabic Heritage through Arabic Calegraphy, and the other about Iraq.
to answer the Question, how we can show our issues through fashion style

عنواني ما يكسر ظهري







عنواني ما يكسر ظهري
جعفر حمزة


(رن جرس الباب.. أهلاً وسهلاً.. شرفتم فيلامار.. كم أنا مشتاق لكم.. ما شاء الله لم تتغيروا كثيراً.. يبدو أن الراحة والطمأنينة جعلت صحتكم وكأنكم ما زلتم في العشرين من أعماركم.
محمد وين عنوانك؟ من أشهر عدة انتقلت إلى فيلا فاخرة في جزر أمواج.. ما عدت أحتمل التلوث في المحرق.
جاسم وين عنوانك؟ إن شاء الله الأسبوع المقبل تفضلوا على العشاء عندي في الرفاع فيوز.
راشد وين عنوانك؟ والله حالياً ساكن في فيلا بنيتها قبل عدة سنوات ولكن في أشهر سأنتقل إلى فيلا جديدة في درة البحرين، دعواتكم لنا.) (١)

تلك هي الصورة التي يرسمها الواقع السكني "المُعلن"، إذ يكفيك الإعلانات على مد البصر لمشاريع سكنية وعقارية تشعر معها بــ"غبطة الأسى"، إذ يُفرح البحريني أن يرى تلك المشاريع قائمة على أرضه، إلا أن الأسى يبقى المسيطر دائماً عند النظر إلى الفئة المستهدفة من تلك المشاريع، في حين أسقف بيوت الكثيرين ما زالت "خاشعة" تريد أن تركع أو تسجد على ساكنيها!

أصبحت لغة "الوردية السكنية" طافحة في كل مشروع عقاري تقريباً، حتى إنتهت عبارات "السكينة والرفاهية والتميز والرقي والفخامة و.....”، إنتهت كل تلك العبارات من قاموس اللغتين العربية واإنكليزية، لتبدأ حملة العناوين المركبة التي لا تنتهي.
ما يُقلق البحريني هو خطاب عقاري وآخر إعلاني، فالأول تتركز فيه رؤوس الأموال الضخمة في مشاريع عقارية للطبقة المرفهة و"المتروس جيبها" من بحرينيين وأجانب، والخطاب الإعلاني يعزز تلك الصورة من خلال إيحاءت صورية ولغوية يتم تركيبها لتأصيل خطاب "طبقي"من أجل عيون فئة قليلة، في حين تستمر تحركات المطالبة بوحدات سكنية هنا واعتصامات هناك، وترتفع وتيرة البحث عن مطلب طبيعي أصيل لكل مواطن بحريني في السكن على أرضه، وعند النظر للأرقام التي تتحدث عن حجم الأصول العقارية البالغة ٣٠ مليار دولار أمريكي من جهة، وفائض الموازنة للدولة بعد إرتفاع سعر النفط إلى ٩٠ دولاراً للبرميل، وهو ما يوفر ما قيمته مليار دولار سنوياً وهي التي تكفي لبناء أكثر من ٣٠ ألف وحدة سكنية من جهة أخرى.

يتبيّن من كل ذلك ضرورة وجود رؤية تنتهجها الحكومة والقطاع الخاص من خلال دعم المشاريع التي تقدم "التنفس الصناعي" لذوي الدخل المتوسط والمتدني، لكي تتم عملية التوازن التي إن فُقدت، فإن الأمن المجتمعي سيتعرّض للتهديد لا محالة في ظل هذا الواقع وهذا النوع من الخطاب والممارسة الإعلامية الشاحنة لذلك الذي شاب رأسه قبل أوانه للبحث عن حل سكني، في حين يرى الأرضٍ على مد البصر يتم تقديمها كقطع الكعك المحلاة مع الكريمة لفئة تبحث عن "التميّز" و"الرفاهية" و"الطمأنينة" في قبال فئات بدأت تتآكل من الداخل وهي مام الأمان في بقاء التوازن المجتمعي موجوداً، وهي الفئة المتوسطة الدخل.

ما هو موجود من مشاريع قد تم تقديمه بطريقة صورية إعلانية تُسهم في تعزيز الطبقية والشعور بها، ويبدو أن هذا السيناريو لم يكن المسيطر والسيد في معرض البحرين للدولي للعقارات "بايبكس 2007”، إذ تم تقديم مشاريع وحلول سكنية لذوي الدخل المتوسط، وهذا يمثل إنجازاً وخطوة للتخفيف من الهوّة المحتمل توسعها بين الطبقات في المجتمع.

ومن المُلفت للنظر-واعتقد أنها أول مرة في البحرين في المجال العقاري- أن ترى إعلانين لفئتين مختالفتين وتم استخدام نبرتين مختلفتين في تقديم خيار سكني و حل سكني. ففي مجلة "العقار" العدد ٢٩ ، وفي صفحتين متقابلتين -وكأنها تحكي الواقع- يتم تقديم خيار سكني يعتمد فيه على التميّز في الموقع مما يعكس نمط معيشة لطبقة معينة وهو مشروع "فيلا مار"، وفي الصفحة المقابلة يكون الحل السكني حاضراً من خلال مشروع "بوابة سار" لذوي الدخل المتوسط، وقليلة هي تلك المشاريع التي تقدم حلولاً سكنية لتلك الطبقة المحصورة بين خيارات سكنية لا يمكنها أن تأخذها.

فلم يكن لتلك المشاريع الوردية شريك، ومن حسن الحظ أن تكون هناك مشاريع تقدم الحلول بدل الخيارات بين "الرفاع فيوز" و"فيلا مار" و"أمواج" و"درة البحرين" والقائمة تطول، ليكون ما يبحث عنه المواطن البحريني هو مسكن قادر عليه يناسب حاله ويقدم له الجودة والمسكن الملائم له ولعائلته، ليقول على لسان الحال عند الحديث عن مسكنه القادر على امتلاكه وبملأ الفم:(عنواني ما يكسر ظهري).

(١) “عنواني فيلا مار"، إبراهيم بوجيري. الوقت، العدد 635

يحب الكتابة والاختراع وتحدي المجهول








يحب الكتابة والاختراع وتحدي المجهول




جعفـــر حمــزة: البحريــن تتميـــز باقتصاد المعرفة.. والاهتمام بالمبدعين غاية




صحيفة الوقت، 31 أغسطس 2006
الوقت - زينات الدولاري:




كان الإبداع وحب الاختراع رفيقيه أثناء صغره. دائماً ما كان يبحث عما هو مميز ومبتكر. طفولته المليئة بحب الاكتشاف والمعرفة قادته إلى شباب مليء بالنشاط والتميز والإبداع، فالشاب جعفر حمزة يمكن وصفه بأنه الكاتب والشاعر والمبدع الذي يملك براءات اختراع.وأجرت ‘’الوقت’’ لقاءً مع الشاب جعفر حمزة للتعرف أكثر على شخصيته واهتماماته والمحطات التي أثرت في حياته.


مرحلة الطفولة

تميزت طفولة جعفر حمزة بحب الاستكشاف والتعرف على المجهول، فكانت تلك الفترة بالنسبة إليه من أنقى المراحل بعيدة عن التخوف من المستقبل، إضافة إلى كونها من أهم مراحل الإبداع، فقد ألّف قصيدة عن دولة فلسطين وهو في الصف السادس الابتدائي، إضافة إلى اشتراكه مع الشاعر عبدالله القرمزي في تأليف مسرحية، ومنها انطلقت تجربة المسرح، ومن بعدها موهبة الخط العربي الذي أبدع فيه وانجذب إليه، وقد كانت المرحلة الإعدادية بالنسبة إليه الفيصل في اتخاذ خط فكري معين، فقد كان يكتب مقالاً يومياً من بنات أفكاره، وذلك لمدة سنة كاملة تقريباً وقد سانده في ذلك أستاذه صادق.


أبرز حوادث مرحلة الشباب

برزت موهبة الخطابة لجعفر حمزة في المرحلة الثانوية، فقد كان مشاركاً دائماً لإذاعة طهران الناطقة بالعربية، وقد كان أول مشارك في تلك الفترة بعيداً عن التخوف، فالناس في تلك الفترة كانت تتوجس من متابعات الإذاعات التي تتناول شؤوناً سياسية، على رغم أن الإذاعة في حينها كانت تناقش قضايا ثقافية واجتماعية هادفة، واستمر في المشاركة في إذاعة طهران لمدة 10 سنوات تقريباً، وقد أعجب القائمون على البرنامج من أسلوب جعفر الفكري وجرأته في المشاركة في جميع الموضوعات التي كانت تطرح، الأمر الذي جعلهم يقدمون له دعوة خاصة لزيارة طهران للتعرف عليه شخصياً وأخذه في زيارة للتعرف على الأقسام الموجودة فيها. بعدها تخصص جعفر في جمع الكتب وقراءتها وقد كان يفضل قراءة كتب علم النفس، فالكتاب بالنسبة إليه نافذة تفتح على العالم.اختار جعفر دراسة الهندسة الإلكترونية فقد كان يعشق الابتكارات، فالهندسة بمنظوره ناتج معادلة أهم متفاعلاتها ‘’الفكرة + الوسيلة + الإقناع’’، وقد رُشح لأول مجلس طلبة في الجامعة باعتبار المجلس البوابة التي من خلالها يقدم الطلبة الأنشطة والفعاليات المختلفة التي تخدم الطلبة.وبعد تخرجه من الجامعة اعتمد ‘’فلسفة الاحتمالات’’، فقد كان يبادر في تقديم أوراقه لجميع الشركات والوزارات عله يحصل على وظيفة تتناسب ومؤهله الجامعي. وبالفعل بعد أسبوعين من التخرج توظف في إحدى الشركات الخاصة، واستمر بها لمدة 8 شهور فقط، وبعدها انتقل للعمل في وزارة التجارة والصناعة، حيث كان من ضمن الأربعة الذين اختيروا للعمل في الوزارة من مجمل 100 شخص، لكنه لم يستمر طويلاً في العمل هناك، إذ لم يجد التقدير المطلوب والجو المهيأ للإبداع، حسب قوله. انتقل بعدها لوظيفته الحالية في شركة إعلانات أجنبية في ترويج الخدمات للزبائن بصورة مبتكرة، وقد بادر بتسجيل 4 براءات اختراع في أميركا، ولكن الموازنة لم تسمح في تلك الفترة والقوانين لم تكن واضحة، ولكن على رغم ذلك تفاوض مع كثير من الشركات لبيع أفكاره.يرى جعفر مملكة البحرين تتميز بالموقع الاستراتيجي لتنفيذ كثير من الأفكار وكذلك تتميز باستخدام اقتصاد المعرفة، فلابد أن تهتم بالشباب الذين يمتلكون براءات اختراع، وأن تكون لهم جهة حكومية خاصة ترعاهم. إلى جانب ذلك، يجد أن مجلس التنمية الاقتصادية هو الأفضل لرعاية وضم الموهوبين برئاسة ولي العهد سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة.


دور المشجعين في حياة جعفر حمزة

لقي جعفر حمزة التشجيع والمساندة من قبل والديه، خصوصاً والدته التي كانت بمثابة الأم والصديق والأستاذ، وبعد الزواج لقي التشجيع والرعاية من قبل زوجته.








أهم إنجازات جعفر حمزة:

* خريج جامعة البحرين، بكالوريوس هندسة كهربائية، ودبلوم هندسة إلكترونية.

* اختصاصي رقابة ملكية صناعية بوزارة التجارة 2004-.2005


* كاتب إعلانات في شركة ‘’جي دبليو تي’’، من 2005 حتى الآن.


* مشرف صفحة ‘’الفن السابع’’ في صحيفة ‘’الميثاق’’ اليومية البحرينية 2004-.2005


* محرر ملحق ‘’خيوط الضوء’’ السينمائي بصحيفة ‘’الوطن’’ البحرينية اليومية.


* نائب رئيس اللجنة الثقافية في مجلس طلبة جامعة البحرين في دورته الأولى.



* رئيس اللجنة الثقافية في جمعية كلية الهندسة بجامعة البحرين لأكثر من ثلاث سنوات.


* نائب رئيس جمعية كلية الهندسة قبل التخرج.

*عضو مجلس إدارة بجمعية ملتقى الشباب البحريني.

* نائب رئيس المجلس الثقافي الشبابي بقرية المالكية.

* تنفيذ فكرة أكبر لوحة بصمات في العالم.

* مبادرة لتسجيل 4 براءات اختراع في أميركا.




اللباس انعكاس ثقافة خاضع للتغيير إنساني الأساس


اللباس انعكاس ثقافة خاضع للتغيير إنساني الأساس


أجرت اللقاء - سماح علام

:الحديث عن اللباس لا يعد ترفا فكريا بل هو شكل من أشكال الحراك الثقافي وصورة من صور الاهتمام المباشر بأحد أشكال الثقافة الخاصة بكل مجتمع، وبلا شك فإن هذا النمط الثقافي يختلف من مجتمع إلى آخر وقد يتنافر في أبعاده بين الشرق والغرب.جدلية اللباس واختلافات مفهومه هو المحور الأساسي لفكرة إصدار الشاب جعفر حمزة الذي يعمل على إعداده في شكله النهائي ومن المتوقع قريبا إصداره، حيث سيضم بين أجزائه مفهوم ثقافة اللباس وعلاقته باستغلال المرأة وكيفية استغلال اللباس كمفتاح لأبواب الكسب وجلب المال والاستثمار.
علاقة الجسد واللباس وموقعهما في حركة الفكر الغربي هو أول محطة في حوارنا هذا، ومن ثم نعرج على العلاقة بين شكل الزي ومفهوم الثقافة واللباس الغربي ومن ثم ثقافة الصورة والجذب الاستثماري، والموقع السياسي والديني للباس في المجتمعات الغربية لنختم الحوار بتأثير المفاهيم الغربية للباس على المجتمعات الشرقية.يقول حمزة إن اللباس هو احد أشكال الحراك الاجتماعي الذي تغير على مدى 15إلى 20سنة الماضية، حيث يعكس صورة مصغرة لأشكال التغيير الرئيسية، فالتغييرات الاجتماعية تنعكس في الصورة الظاهرية لأي مجتمع وبالتالي قد يكون من أكثر الأمور التي يمكن أن تتعرض للتغيير والتبديل.. جاء هذا كنتيجة بحث استمر لعامين تجهيزا لمؤلفه القادم.فلبس المرأة تحديداً من أهم الجوانب التي تمثل هذا التغيير حيث بدأ في التطوير البسيط وصولاً إلى مجاراة صرعات الموضة الموسمية.
ألهنة السوق

إن فكرة ألهنة السوق فكرة قديمة إلا أنها تجسدت في شكلها النهائي حيث أصبح السوق كالإله المتبع، ودور عبادة هذا الإله هي دور الأزياء أما الرسل فهم الممثلين والمشاهير، وهذا حسب وصف جعفر، ثم يتطرق إلى أمور عدة منها معنى اللباس وفلسفته الخاصة، ومصادره التي تتأرجح بين كفتي مفهومين الأول التزيين والثاني اعتبار اللباس المسكن الثاني للجسد. سألنا جعفر عن كيفية تبلور هذه الفكرة لديه، فأجاب: »انه نتيجة تغيير ثقافة اللباس من مجتمع إلى آخر إضافة إلى نوعية التغيير الطارئ عليه كان لابد من الوقوف عند هذه النقطة والتأمل فيها، ومن هنا وضعت خطوطي العريضة التي تتمثل في اللباس في الإسلام ومن ثم اللباس عند الغرب، وصولاً إلى اللباس في الحضارات الأخرى لا العربية ولا الغربية مثل اندونيسيا وإفريقيا«.ويسترسل جعفر في توضيحه: »بعد التعمق في هذه المواضيع بدأت استنتج انه لابد من معالجة أصل المشكلة، وأصل المشكلة كما تبين لي عند الغرب كونهم مصدر قوة«.. يصمت برهة ثم يقول: (من فمك أدينك، وهذا ما أريد إتباعه في هذا الإصدار، حيث سيكون المنطق والموضوعية هو الأساس).
اللباس واستغلال المرأة

كيف وجدت علاقة المرأة باللباس؟ سألنا جعفر، فأجاب: »إن المجتمعات الغربية ذات حس إنساني لا يمكن إغفاله، فمثلا تجد إن البلغاريين أو الماليزيين لا يزالون يرفضون فكرة استغلال المرأة والدليل مناهضتهم المستمرة لمبدأ استغلال المرأة.. فهذه المجتمعات لا تزال تملك بذرة خير«.دلالات اللباس محور جديد في لقاءنا، وحول الدلالات يقول جعفر: »لابد من الاهتمام بدلالات اللباس الغربي وما تعكسه من معاني فضلا عن أثرها على المجتمعات الشرقية، فعلى سبيل المثال نجد أن المجتمعات الشرقية سريعة التأثر بموضة الغرب بينما لم تستطع هذه الأخيرة التأثير بشكل كبير على المجتمع الياباني، في ظل اعتزازهم بلباسهم ذي التركيب المعقد«.ضمن المحاور التي اهتم بها جعفر عقد مقارنة في نوعية اللباس وربطه بنمط تفكير المجتمع المنسوب إليه، مسلطا الضوء على اختلاف أنماط اللباس في المجتمعات، مع التوجه نحو نوعيته في العصور السابقة كالعصر الفيكتوري مثلا والذي يراه بأنه أفضل العصور بتحقيقه الستر.إن تغير مفهوم اللباس حقيقة واقعة خاصة بعد التحول الذي شهدته الكنيسة، إلا انه من الملاحظ استغلال اللباس في الاقتصاد كطريقة لجلب الأموال، دون الاهتمام إلى شكل طريقة استخدام (استغلال) الجسد.
لغة الجسد*

بعيدا عن النظرة العامة هل لنا بفكرة تفصيلية عن فصول إصدارك القادم؟ يجيب جعفر: »بداية ستكون هناك مقدمة خاصة بموضوع الكتاب فضلا عن مقدمة تعنى بتوضيح طريقة استخدامه الذي سيكون مدعم بالصور والتعليقات الجانبية ليحقق طريقة العرض الجذابة«.بعد ذلك - والكلام لا يزال لجعفر - يتم الولوج في موضوع الجسد واللباس وتحديد موقعهما في حركة الفكر الغربي، سواء كان من الناحية التاريخية التي حددت ببداية العصر الروماني وصولاً إلى ما قبل الفيكتوري، أو من الناحية الدينية والتطرق إلى الاختلاف بين مفهومي العري والتعري في دلالاته وعلاقتهما بالتحلل الأخلاقي، إضافة إلى الناحية الفنية من الجانب الفني والجمالي، وكيفية ربط كل ذلك بقضية الترويج الاقتصادي والإعلامي.الفصل الثاني كما أوضحه جعفر يتأتي في العلاقة بين شكل الزي ومفهوم الثقافة، والذي سيشمل معنى الإنسان في الثقافة الغربية، حيث يوضح إن الإنسان بات أداة تستخدم لعمر معين ثم ينتهي، الأمر الذي يوضح استغلالهم لطاقات الجسد، إلى جانب موقع المرأة في الثقافة الغربية والذي يعد كنواة لما وجد في الغرب، إلى جانب توضيح ثقافة الظهور الجسدي بدلالاته الاجتماعية والنفسية، وصولا لتحديد سيكولوجية العربي عند الغرب.
مفتاح للاستثمار

ينقلنا جعفر من علاقة الزي بالثقافة إلى واقع اللباس الغربي بين ثقافة الصورة والجانب الاستثماري بكل ما يحويه من دلالات صورة اللباس في الإعلام الغربي والخطاب الاقتصادي وحركة العري وتوظيف وسائل الإغراء في الترويج، مروراً بالموضة كتعريف واستمراره بين السابق والآن، ومن ثم تحديد ثقافة الاستغراق في الجسد.الموقع السياسي والديني للباس في المجتمعات الغربية هو محور الفصل الرابع في تبويب جعفر وعنه يقول: »الحركة السياسية الغربية في اللباس ومن ثم اللباس النسوي الإسلامي وانعكاساته على الغرب الذي جاء نتيجة لانتشار الجاليات الإسلامية في الدول الغربية كونها تعطي صورة مصغرة لمجتمعاتنا«. الفصل الأخير حسب جعفر هو تأثير المفاهيم الغربية للباس على المجتمعات الشرقية، والذي يتمثل في التمازج الثقافي والنماذج والدلالات الموجودة والمفهوم الأنثوي للمرأة وحركته في الشرق، وفي ختام البحث سيذهب جعفر حمزة إلى الخروج بنتيجة نهائية من كل هذه المحاور.سألنا جعفر حمزة عن مدى ورود فكرة اعداد جزء آخر، فأجاب انه لابد من جزء آخر يعنى بالمفهوم الإسلامي والتطور الذي طرأ عليه، وهذا ما سيعتزم القيام به.أما بالنسبة للإشكاليات التي يمكن أن تواجهه يقول جعفر: »تتلخص الإشكالية في وضع الصور، والتي يراها بأنها ضرورية وتعطي صورة حية عن ما يتم توضيحه في الموضوع، إلى جانب مشكلة تداخل الأفكار وتشابكها، فضلا عن إمكانية توثيق مصادر الانترنت كمصدر للمعلومات«. هذا الكتاب بحاجة إلى ترجمة ليتمكن من مخاطبة الفكر الغربي، ولتحقيق هذه الغاية يقول جعفر انه سيتم التعاون مع إحدى أساتذة الجامعة لتتم الترجمة. بعد هذه الوقفة يظل واقع اللباس وجدليته الخاصة موضوع ذو أفكار متشعبة، يحتاج وقفات كثيرة وقراءات أكثر.