من يضع الـ”نقاط” على الـ”حروف”؟

مشاع المعرفة عندما تخرج من عِقال..





ما إنْ وطأت قدماي المكان،فإذا بي في عالم يزدان بفكر وجمال الأنسنة في البحث عن المعنى بقالب إبداعي. رأيتُ نفسي في خلية فكر متدفقة، وترى الناس فيها بين قارىء وقارئة، ومُلهم ومُستلهمة، ومحاضر ومحاضِرة. فها هنا “فسيفساء” إبداع  مُتدفق في المحتوى المطروح بـ “ مؤتمر نقاط للإبداع”، والذي احتضنته دولة الكويت الشقيقة، فلا غرو، فديدنها تذوق الفن والثقافة، ولعنوان المؤتمر نكهة تسحبك للتأمل فيه والخوض في غماره بذكاء “العلاقة المفقودة، امتهان المشاركة”!
ويُعرّف المنظمون هدفيتهم من هكذا مؤتمر بأنه لـ” تطوير الإبداع في العالم العربي في مختلف الميادين انطلاقاً من التربية الإبداعية ووصولاً إلى التصميم والإعلان والهندسة المعمارية والأزياء والإنتاج”..
ومساحات الدخول كما هو مذكور في كتيب المؤتمر واسعة ليست بقليلة،فادخلوها من أي باب، فجلُّها من العيار الثقيل. فتلكمُ المجالات تصيغ تعريفات عدّة حياتية لأي مجتمع بشري، حيث تقترب بل وتلامس وتعيد صياغة مفهومه عن الذات وتواصله مع المحيط “الآخر -المادة ”، ويبدو أن القدرة في التغيير دوماً تبدأ من سن الرصاص-الأمر بيّن من غلاف كتيبّب المؤتمر- ليترجم شغف الفن والفكرة، وهكذا كان، إذ جعل منظموا المؤتمر هدفه بهكذا رِفعةً في الجمع “المبدعين” والطرح “التقديم”، لتكون القسمة “الحضور” ليست بضيزى.
 إذ أن بُغيتهم “تعليم ثقافة الإبداع في منطقة الشرق الأوسط، ويهدف المؤتمر إلى تطوير الإبداع كقوة ثقافية وإغناء المجتمعات بتعزيز الثقافة الإبداعية، وخرق الحدود الجغرافية لجمع القوى الإبداعية”،هكذا هي حروفيتهم في لوحة الوطن العربي، إبداع بطعم الثقافة والفن والجمال..
ولئن كان حضوري مبتوراً ويتيماً بيوم أو بعض يوم، إلا أنه كان كافياً ليتجسد الشغف المركون في زوايا المكان، ومساحة الفكر المرن المتسرب في شغاف قلوب الحاضرين.
كل عنوان مما تم إلقاءه في ثلاث أيام سِمان تُغنيك بصرياً وتُثريك فكرياً وتبث روحاً جديدة في غرفة إبداعك المهجورة ممن يشاطرك همّك وشغفك.
. لتجد هنا في مثل هكذا مكان ترجمة الحب وترجمان المعرفة وصياغة المفاهيم بقوالب جديدة لم تعهدها من قبل حتى.. فَقِفار حواضن الإبداع بسعة صحرائنا وبحارنا، إلا الجزر المُخضرّة، كهذه..
فمن الإبداع والعدالة الاجتماعية، والعلاج بالدراما في السجون مروراً بصناعة الأفلام، ومن رحلة تصميم منتج إلى العمل الثقافي حتى مقاربة أسس غير اعتيادية عبر التعاون من خلال التصميم، وغيرها من عناوين، تقف أمامها متأملاً مُستثيراً لذاتك بذاتك، حتى إذا تراءت لك العروض المقدمة وتجلّت لك معاني تلك العناوين وانكشف لك أسرار جاذبيتها، من خلال تجارب حية لأناس عشقوا الإبداع فعاشوا فيه، فما كان منه إلا أن يعيش فيهم، ليكون ذاك المُلهم، وتلك المحفزة، وذو المعرفة وشريك الشغف المتدفق، وكل ذلك عبر ملموساتهم “أعمالهم” لا أفكارهم وأقوالهم فحسب.
تجربة تم تطعيمها بمسابقة “حروف” لتصميم خطوط عربية جديدة، لتهبَ مساحة إبداعية جديدة في عالمي الخط والتايبوغرافي. وكان لي شرف الاشتراك فيها، ووضع خطي “الصعربي” ضمن القائمة المرشحة للفوز.. وإن لم أفز، إلا أني ظفرت بمعرفة كانت كالشرارة التي سقطت على “هشيم “شغفي بالمعرفة الإبداعية، فاحترقتُ بها قُرباً وتفاعلاً ونتاجاً..
هذا الإثراء المعرفي حريٌّ بالتعميم والتثبيت والتدعيم، فعند النظر للأمور بزوايا مختلفة، يكون عندها الأثر في التغيير بعزم ودفع جديد ومبتكر، يُزيل الشد العضلي للنظر في الأمور، وتهبَ  لكَ هواءً جديداً لرئتيك كفيل باستيعابك لكل الكون، إذا ما تأنسنت فقط لا غير..

العناوين التي لا يمكنك غض البصر عنها، في كل مفرداتها، تطرق لك باباً يستحثك لفرك عينيك، لأنك لم تستخدمها من قبل، لتوقظها، تدعوها للنظر للأمور من زاوية مختلفة، لك، للأشياء من حولك..فتكون في محضر أناس عاشقون مثلك، أخذهم بريق الإبداع فخاضوا في غمار مجالاتهم، من تصميم، وتصوير وإخراج وكتابة ومبادرة وجمال بالفن وغيره..
حتى تكتمل الصورة في مكان ترى كل أولئك تحت سقف واحد يكفي ليظل شغفك ولو لبرهة..

مثل هكذا فعاليات ذات جودة في التنظيم في اختيار مكان مجهز ومرتب، فضلاً عن جدولة جميلة للفعاليات، ودعم سخي من لدن شركات عدة، من طيران ومصرف ومتحف ومركز ثقافي ومصنع  والقائمة تطول، مما يعني اهتماماً يُحسب للداعمين والمنظمين له حساباً جميلاً. فالثقافة وإن استطاعت المشي لوحدها ولو في أتون حرب، إلا أن وقوداً لا يُغفل عنه يجعلها تحث الخطى وتتقدم في المسير ...
قد أفلح المنظمون، الذين هم في ترتيبهم عاملون، ليتركوا الأثر الجميل والبصمة الواضحة لكل محاضرة، كلمة، عرض أو نقاش مفتوح.. هكذا أجواء تنبت فيها أشجار المعرفة، وتتفتق فيها بوادر التغيير، وعندها تُبصر ألف عين وعين..

وكم كنت أتمنى أن تكتمل حلقات هذه المعرفة بمشاعيتها، أي أن تكون مشاعاً ولو بعد حين، ففي كثير من الورش أو المحاضرات في هذا المؤتمر، يستحق التوثيق والانتشار، لتكون المعرفة “مشاعاً” للجميع، دون حاجز المكان ولا الزمان ولا المال.. وهنا لُب الثقافة المؤنسنة وقوتها، أن تصل لكل طالب معرفة، وتكون تذكرته حبه لها، ومقعده شغفه بها، وحضوره إعمال فكره فيها.

هناك تجارب معرفية جميلة “مشاع” للجميع، مثل www.ted.com، أو بعض المحاضرات واللقاءات في www.psfk.com
وغيرها الكثير من المواقع والمصادر المعرفية الإثرائية.
وهناك تجربة عربية غضة، لكنها تستحق الثناء في مشاعية المعرفية، وهي www.rwaq.org
وهذا يعزز اللَبِنَة الأساسية لخلق قاعدة معرفية ثرية وغنية للوطن العربي.
تجربة مؤتمر “نقاط”، قد وضع الـ”نقاط” على الـ”حروف” بتبنيه الجميل لزوايا مبتكرة للمعرفة، وهذه بداية أساسية لإعادة تعريف حقيقية للإبداع والفكر والمعرفة، من زوايا تجارب أصحابها بشحمهم ولحمهم و”فكرهم”..
 بجعبتنا إبداع متدفق من قلب غزة المخنوقة حتى في أصغر قرية بالبحرين، ومن مرآب مهجور في العراق حتى صحراء موريتانيا، وما بحاجة له هو تأسيس “ثقوب سوداء؛ تمتص هذه الإبداعات لتكون محور دوران الإنتاج وإعمال الفكر الخلّاق فيها..
فانشروا عدوى الإبداع المُنتج أياً كان مكانه وحاضنته، فوق سقف منزل حتى أضيق زقاق في حيّكم، لنكسر حاجز العزل الذي صنعناه على أنفسنا كدودة القز.. ولا حرير!!
مشاع المعرفة إن شاع يتعمق الإبداع من القمة للقاع..
.....
موقع نقاط www.nuqat.me
موقع حروف ww.fonts.29lt.com

شعارك غلاف مشروعك!

 

 

يظن البعض وربما الكثيرون أن الشعار أو ما يسمونه

Logo

، هو مجرد تصميم يعكس نمط المشروع أو الجهة ، سواء من ناحية التوصيف الكتابي

Typography Logo

 أو من خلال تمثيل بصري له

Design Logo

، أو من خليط بينهما. ذلك يبدو ظاهر الوسم أو الهوية التجارية كما هو متعارف بين الناس

Brand identity

، ولهذا الأمر بعض تصانيف، حريٌّ بصاحب المشروع والمصمم على حد سواء ادراكها، وقد استعرضها مؤلف كتاب

Logo Design Love

، السيد

David

Airey

، في “سباعية تكوين الشعار، كما أحب أن أطلق عليها، وهي: ١. البساطة

Simplicity

ليحجز مساحته في ذاكرة الجمهور، وله القدرة على التواجد بسهولة في التطبيقات الخاصة بالمشروع، من بطاقة الأعمال حتى اليافطة. ولكم أمثلة:

FedEx

, BBC, Samsung وغيرها

 

 

٢. العلاقة
Make it Relevant
 على الشعار أن يكون ذو ارتباط بنمط المشروع، ليُدرك الجمهور القطاع الذي يمثله الشعار. ويتأتّى هذا من معرفة ودراية لصيقة يقوم بها المصمم أو الشركة للشعار. ولا يعني هذا أن يكون معنى العلاقة حرفياً، فهناك
BMW
، ومن الوهلة الأولى لمن لا يعرفها لا يدرك أنها لسيارة إذا ما رأى الشعار منفرداً. لكنه مميز في قطاعه من بين المنافسين. مثال يبين المقصود، هي شركة
ED’s
ELECTRIC
، واللعب بالمساحات السلبية من التصميم. رأيتم حرف الـ E؟ ٣. لمسة مُعمرة
Incorporate Tradition
 مواكبة الصرعات ليس بالخيار الجيد عند تصميم الشعارات، فالصرعات مثل الريح، تأتي وتذهب سريعاً ولا تبقى. لذا لا بد من الإهتمام بالهيكل الأساس للشعار ليبقى فترة طويلة، مع تحسينات بين فترة وأخرى طبعاً، إلا أن أساس الشعار باقٍ لا يتغير. مثال على ذلك 
Coca Cola
 
 
٤. تميزه بلحظة
Aim for Distinction
 المقصود أن يكون الشعار متفرداً عن البقية بمجرد رؤيتك له. حيث يكون له جودة متفردة أو أسلوباً يعكس نمط المشروع. مثال على ذلك، شعار شركة
talkmore
المعنية ببيع الهواتف وإكسسواراتها ببريطانيا، والذي قام المصمم
Nido
بإضافة ذكية للاسم ليكون مميزاً ومتفرداً من أول نظرة. ٥. يبقى في الذاكرة
Commit to Memory
 من المهم أن يتميز الشعار القوي برسوخه في الذاكرة من أول نظرة، بحيث يعكس ماهية المشروع بطريقة بصرية بسيطة وإبداعية. وهذا الأمر يحتاج إلى بحث مستفيض عن المشروع مع بعض التجارب على الشعار في مسألة تذكره من الجمهور. مثال على الأمر
MacDonald
و متحف
New Bedford Whaling Museum
 أدركتم التركيب في الشعار الأخير؟
 

٦. فكر بالحجم الصغير

Think Small

 كما ترغب في رؤية شعارك في الإعلانات وبحجم كبير، لا بد من التفكير أيضاً على المستوى الصغير، حيث أن بعض التطبيقات لا بد أن يتلائم الشعار معها، مثلاً سحّاب الثياب، أو labels وهكذا بعبارة أخرى على الشعار أن يكون مرناً في تطبيق مقاسه

Scalable

مثال على ذلك:

Nike

و

SUGOi

٧. ركّز ف أمر واحد فقط

Focus on one thing

 لتميز أي شعار، لا بد من أن يكون مركزاً لإيصال أقوى ما لديه، ويكون ذلك بتقديم شيء واحد ليربط المتلقي تلك النقطة الواحدة بالمشروع، لا اثنتين ولا ثلاث، فقط أمر واحد. ذلك الأثر الذي تتركه من خلال ميزة متفردة تبقى عند المتلقي. مثال جميل على ذلك: هو تحسين شعار معرض العقار الفرنسي في بريطانيا، حيث كان المطلوب تقديم شيء مختلف لشعار المعرض، وبحركة بسيطة باستخدام العلم الفرنسي، بحيث تم استخدام أحد مستطيلاته وكأنه باب مفتوح. وبات هذا الشعار ذو تميّز منفرد منذ عام ٢٠٠٨.

 ...

The Seven Ingredients in your Signature dish for your logo are: Keep it Simple Make it Relevant Incorporate Tradition Aim for Distinction Commit to Memory Think Small Focus on one thing from “Logo Design Love” by david airey