اغتصاب الصورة، مجدداً


شهر رمضان بين سيريالية الأجساد وحرب الهويات


شهر رمضان بين سيريالية الأجساد وحرب الهويات

ماذا يضيف الزمن المقدّس للفكر المدنّس؟
جعفر حمزة

للإنسان قدرة “الساحر” وخفة “البهلوان” إذا ما أراد توظيف الأدوات المحيطة به من أجل الإنجذاب إلى قُطب يهواه دون غيره. هذا إذا كان مغناطيس هواه أكبر من جاذبية أي مبدأ أو معتقد يؤمن به.
ويسري هذا الأمر على كل ما يُحيط به، مادةً ومعنى، سلوكاً وفكراً، عُرفاً وديناً، فَيُحيلُ الأشياء إلى مصنعه الخاص، ويُضيف عليها مكوناته ونكهاته، لتخرج بنفس المُسمى وباختلاف الجوهر.
شهر رمضان من بين تلك الأشياء التي تحولّت في مصنع ذوات السواد الأعظم من المسلمين إلى “مكنسة” ذات برمجة “تسحب” ما يتوافق مع التعريف الجديد لمعنى “شهر رمضان”، الذي اتخذ صوراً عدّة للعيش فيه وإظهاره وممارسته.
تلك البرمجة المتمثلة في سلوكيات ومفاهيم تعتمد على النمط الاستهلاكي في أعظم مصدرين للإنتاج في أي مجتمع بشري، وهو الوقت والغذاء، واللذان أصبحا عُنصرين يُستهلكان لا يُنتجان في شهر رمضان.