«ولادته في مطار الدمام بالسعودية، وممارسته في إيران، وترويجه في
البحرين، أما روحه فآتية من مزيج سحر الشرق من الصين واليابان ومن هيبة
الخط العربي». هكذا يصف جعفر حمزة... مبتكر ما أسماه بالخط الصعربي، دورة
حياة ظهور هذا الخط.
يتميز الخط «الصعربي» بمزجه بين الحرف الصيني
والعربي، ويقول حمزة «الحرف في هذا الخط مرسوم بشكل جديد مازجاً بين الخط
الكوفي وبعض الأشكال في الخط الصيني وبعضاً من انسيابية النسخ.
ويضيف
«الكتابة بالأسلوب العمودي، ولست بأول من يقوم بذلك، إذ سبقني إليه الخطاط
الصيني المعروف نور الدين بابتكاره خط عربي بالأسلوب الصيني، وكذلك الأخت
هاجر في الأنستغرام باتباعها أسلوب الكتابة العمودية».
على رغم ذلك،
يؤكد حمزة أن هناك نقطة مهمة ومفصلية في الخط الذي ابتكره تتمثل في
«استقلالية الأحرف والتخلي عن الربط والوصل كما هو موجود في أي خط عربي
مهما كان نوعه. في الخط العربي هناك ثلاثة أشكال لكل حرف تتغير بظهور الحرف
في بداية الجملة أو وسطها أو آخرها. أما الخط الصعربي فيستغني عن ذلك
كله، فشكل الحرف واحد لا يتغير مهما كان موقعه، وهو ما يجعل تعلم هذا الخط
سهلاً للعرب وغير العرب.
ويضيف «هذه النقطة جوهرية لبرمجة هذا الخط على الحاسب، فعدد الخيارات للأحرف أقل مقارنة بالموجود».
يعمل
حمزة على الترويج لخطه عبر وسائل التواصل الاجتماعي «أقوم حالياً بنشر هذا
الخط ليكون «مألوفاً» للناس. أطلقت مسابقة «خمنها» في الأنستغرام أدعو
الجمهور لتخمين الكلمة المكتوبة بالخط الصعربي للفوز بتيشيرت أو وشاح أو
ميدالية مكتوب عليها اسم الفائز بالخط الصعربي أيضاً».
ويضيف «العمل جارٍ على أن يكون له أنواع مختلفة وبسيطة يتمكن حتى الأطفال من كتابته والتعامل معه».
ويؤكد «تلقيت طلبات باستخدام هذا الخط لبعض المحال التجارية التي تعمل في مجال الهدايا، وذلك لكتابة العبارات والأسماء للزبائن».
أما
عن دواعي ابتكار هذا الخط فيوضح حمزة إلى أن ما يقول به ليس سوى «إضافة
متواضعة جداً في بحر الخطاطين من مشاهيرهم إلى هواتهم، مما يدل على عظمة
الخط العربي وقوته ومرونته».
ويشير إلى أن هناك «تعاون ثنائي تحت
الدراسة بيني وبين خطاط إسباني بهدف إيصال رسائل محبة وتفاهم بين الشعوب
عبر مخطوطات مشتركة باللغتين العربية والإنجليزية».
وأسأل حمزة عما
دعاه لابتكار هذ الخط ولترويجه لكونه «ابتكر» خطاً جديداً، في حين أن هذا
الأمر ربما يجدر أن يوكل لمن تحرفن الخط العربي بمدارسه الكلاسيكية، فأجاب
«الخط العربي ليس نصاً مقدساً لا يمكن تغييره أو إبداع شيء جديد فيه، فضلاً
عن أهمية نزع «تابو» ألا يمس الخط إلا الخطاطون المشهورون فقط، وهذا داء
كل فن أو أدب إن سرى الأمر بهذه الكيفية. علينا التحرر من دائرة الخوف من
الجديد والتعامل معه بحرفية ونقد يبنيان القوة فيه ولا يهدمان أساس التحرك
منه».
بالإضافة إلى ذلك، يواصل «مارست الخط العربي منذ المدرسة
الابتدائية، ثم عدت إليه بعد أن أسست وافتتحت ماركة «أثر» لتصميم الأزياء
وطباعتها، لكنني عدت بنفس مختلف عن المدارس الكلاسيكية المتعارفة في عالم
الخطوط المعروفة كالثلث والفارسي والديواني والرقعة والنسخ والريحاني
والمغربي والكوفي وغيرها.
ويكمل «صرت أبتدع أساليب خاصة للكلمات
باستخدام برامج التصميم، وأطبقها على تصاميم ماركة «أثر» والتي لاقت رواجاً
واستحساناً من عرب وأجانب على حد سواء، وهو ما أعطاني مؤشراً قوياً على أن
للخط العربي مكامن قوة وطاقة لم نكتشفها بعد، وله من المرونة ما يمكن
ابتكار الجديد منه.
فصرت أقوم بالتجربة تلو التجربة، وأبتكر لكل كلمة
روحاً خاصة من خط وبيئة لتعطي معناها، وبدا التفاعل واضحاً من خلال حسابي
الخاص في الأنستغرام.
حتى بدأت عندي «هلوسة الخط»، فبتُ أشاهد العديد
من فيديوهات الخط الصيني والخط الإنجليزي القديم مع ابتكارات جديدة للعديد
من الخطاطين من تركيا، وإسبانيا وأميركا والصين واليابان، حتى جاءني
الإلهام في وقت انتظار في مطار الدمام، فخرجت أولى ملامح الخط الصعربي
دامجاً بين الأسلوب الصيني في الكتابة من الأعلى للأسفل وتشابه بعض أحرفه
مع الخط الجديد، وبين روح الخط العربي ورسم حروفه».
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 4011 - السبت 31 أغسطس 2013م الموافق 24 شوال 1434هـ
0 التعليقات:
إرسال تعليق