"سوق المقاصيص"!!
قراءة في التنافس الإعلاني لسوق الاتصالات
تحاول “فك شفرة السمك والبيبي متو” المتزايدة في إعلانات عروض من أكبر شركتي اتصالات في البلد، فيفا وزين. لتعرف أن إحداها تحاول الربط “الذكي” بين عروضها المغرية في سعرها المتدني وبين أمور قد تُعتبر ليست بذي بال في الإنفاق عليها، كإقامة عيد ميلاد لطائر الببغاء خاصتك، أو لتغذية سمك الزينة التي لديك، في دلالة على أن لا عذر لديك الآن في الاشتراك بالباقات التي توفرها لك “فيفا” الآن.
ويأتي الرد من خلال “اختطاف” الإعلان -إن صح التعبير- من قبل شركة “زين” هذه المرة، بحيث تقدم عرضاً أقوى وتتخذ من إعلانات “فيفا” وسيلة لتقديم عروضها.
ففي حين تقدم “فيفا” فكرة عروضها بهذه الطريقة على لسان حال الزبون..
“ما اقدر اشترك، سمكة زينتي جوعانة ”
و
“ما أقدر اشترك، باجر عيد ميلاد بيبي متو”
مع وضوح الرسالة بالقول “
لا تحط أعذار، ويطوف عليك هالعرض”..
يكون رد “زين” كالتالي:
“اشتركت بـ 7 ونص دينار وعطيت أكل لسمكتي بعد”
و
“اشتركت بـ 7 ونص دينار، وسويت عيد ميلاد بيبي متو بعد”
في رد يعتبره البعض ذكياً على عروض المنافسة فيفا.
وتعليقنا هو التالي:
إذا شركات بهذا الحجم والمفترض تعتبر رائدة في مجال الإبداع في الإعلان، كون هذه الصناعة ملهمة ومتنوعة. وخصوصاً في سوق تنافسية الموجودة عندنا.
يصل مستوى تلك الشركات لفقر بصري يعكس خواء الإبداع للباديء والراد عليه. فما بال الشركات الأخرى؟!
أتذكر أن المنافسة التي اختطفت الأبصار حينها بين بتلكو وفيفا، فيما يمكن أن نسميه “حمل الرايات” بين رفع علم فيفا من جهة ورد بتلكو برفع البحرين من جهة أخرى. كان ذو أثر وقيمة ممكن حسابها على التحدي الذكي بينهما.
أما هذه الحملة من فيفا وزين فتعكس ضعف المحتوى في تقديم المميز لما عندهما، برغم إمكانياتهما وما لهما من قدرة مميزة على تقديم الجديد.
قد تكون الفكرة بها ذكاء بنسبة معينة إذا ما راعينا الجمهور المستهدف، إلا أن تنفيذها كان في المستوى الأدنى منه، صورة جاهزة على خلفية مفرغة، بيضاء لفيفا أو مزركشة زين، وخلص الإعلان، لا أقلها إخراج الإعلان بلمسة خاصة لكل منهما، كإظهار عيد ميلاد ومشهد للبغاء وهي في حفلة عيد ميلادها، أو أن تكون السمكة منتفخة من مبدأ “المبالغة” في الإعلان، لكونها شبعت وزيادة.
أو أي “بهارات” تضفي جمالاً ولو نسبياً على تنفيذ الإعلان على الأقل، وهو الغائب في الطرفين للأسف.
ربما تلك طريقة “رخيص وقوي”، صورة جاهزة من النت، مع عنوان للعرض وكفى.
إذا كانت كبرى شركات الاتصال والتي من المؤمل أن تكون رائدة في مجال تقديم الإبداع ضمن عروضها المتنوعة تصل لهذا المستوى من التنفيذ والإخراج لأفكار عروضها، فذلك مؤشر أراه ضعيفاً وسلبياً، ويقلل من حرفية الإعلان والإبداع ومستواه في السوق المحلية.
عروض شركات الاتصال لا تتوقف، وفي كل منها فكرة كبرى تستحق الجهد والتقديم والإبداع فيها، ورفع سقف الابتكار في الإعلانات، وذلك يتطلب بعد الظفر ب BIG IDEA
القدرة على التنفيذ الذكي، وليس بالضرورة التنفيذ الذي يستهلك ميزانية له.
وهذا ما نفتقده هنا في هذه السوق، ربما لضعف في وكالات الإعلان، أو لضعف في شركات الاتصال نفسها.
ويمكن تخطي ذلك بطريقة عملية، عبر دعوة الراغبين في التسويق الذكي لأي شركة من خلال منافسة أو دعوة مفتوحة لجس نبض الأفكار الإبداعية الممكنة للترويج لهذه الهوية أو تلك.
فالجمهور له قدرة النقد والتحليل، ويرى من الإعلانات من حول العالم الكثير، فضلاً عن سفره وترحاله عبر النت.
فإذا ما أرادت شركات الاتصال-وهو موضوع حديثنا- التميز وبناء علاقة ذكية بينها وبين الزبون، فهناك أكثر من مجرد عروض خاصة وتخفيضات، فذلك لا ينبي هوية تجارية ذات عمق ومشاعر وتواصل، بل هو أسلوب “خذ 2 بقيمة 1”، وسبيل الهايبر ماركت..
بالفعل تحول سوق الإعلان إلى "سوق مقاصيص" كما يقولون، من غياب الإبداع، وضعف الرسالة وفقر التطبيق وخواء المنافسة الذكية.
ملاحظة: سوق المقاصيص مضروب كمثل لدلالة عدم التنظيم وغياب الحرفية في تقديم منتجاته فيه. وليس لشيء آخر، وله ولرواده كل الاحترام والتقدير.
....
Between these two mobile services providers, ZAIN & VIVA, the creativity level of communication become down. When you want either to send a smart message or hijack the conspirators ad, the minimum requirements is to craft your job, which I can't see it in both ads for both brands. No smartness, easy to paste fish image in white background, with the promotion mention, that's all. And from other company, just put the fish with their promotion, and it's end if the story!! No crafts, no hardworking I can see in both campaigns. Hope we can see something creative from our mobile services companies next time, something that make a different for their brands.
1 التعليقات:
١٠ سبتمبر ٢٠١٤ في ١:٥٣ ص
مع جميع ما ذكرته.. الاعلان الاول لفيفا كان على بساطته الا انه ملفت جدا و جذب انتباهي شخصيا.. و من الممتع ان نرى الشركات تتنافس للتخفيف و من المضحك رؤية الردود وتصغير العقل.. و بتلكو النايمة على وشك الاستيقاظ بعرض ال7 دينار..
هذي الحرب الاعلانية اتمنى استمراريتها لصالح المستهلك
إرسال تعليق