المرأة في‮ »‬الأفلام القصيرة‮« ‬ضرورة‮.. ‬والعرف‮ ‬يحكم

المرأة في‮ »‬الأفلام القصيرة‮« ‬ضرورة‮.. ‬والعرف‮ ‬يحكم‮ ‬
شغف قروي‮ ‬لمتابعة الأعمال التمثيلية


صحيفة الأيام الأول من يناير ألفين وثمانية

كتب‮- ‬حسين السنابسي‮:


يؤكد عدد من المهتمين بإنتاج الأفلام القصيرة الموجهة للقرية ان الجمهور‮ »‬القروي‮« ‬متابع جيد للأعمال رغم محدودية الإمكانيات،‮ ‬مشيرين إلى ان عدم إشراك المرأة في‮ ‬العمل الدرامي‮ ‬مباشرة والاستعاضة بالمشاهد الرمزية لا‮ ‬يعتبر تذاكياً،‮ ‬لافتين إلى ضرورة مراعاة ذهنية المجتمع‮ »‬القروي‮« ‬ونقله إلى التحرر شيئاً‮ ‬فشيئاً‮.‬
يقول جعفر حمزة‮ (‬مخرج وكاتب سيناريو‮ - ‬قرية المالكية‮) ‬ان الأفلام القصيرة بدأت تتطور في‮ ‬السنوات الأخيرة،‮ ‬لافتا إلى أن الكثير من الجمهور‮ ‬يعتقد أن كلمة قصيرة تعني‮ ‬المدة الزمنية وهذا‮ ‬غير صحيح،‮ ‬والمقصود منها هو ضغط فكرة الفيلم واحتواء الحجم‮.‬
ويلفت إلى ان الموضوعات التي‮ ‬يتعرض لها منتجي‮ ‬هذه الأفلام متنوعة،‮ ‬فمنها الاجتماعي‮ ‬أو السياسي‮ ‬أو‮ »‬الفنتازي‮« ‬التي‮ ‬تغلب الرمزية على طبيعتها‮ .‬
ويذكر العوائق التي‮ ‬يقع فيها منتجو هذه الأفلام‮ »‬عدم توافر مواقع التصوير،‮ ‬وهذه نتيجة طبيعية للحالة الاجتماعية والسياسية التي‮ ‬تعكس نوعية الأفلام‮«‬،‮ ‬مضيفا‮ »‬فلا‮ ‬يُسمح بالتصوير في‮ ‬المطار أو بعض الأماكن التي‮ ‬يحتاجها المنتجون،‮ ‬ما‮ ‬يجعلهم‮ ‬يستعيضون بأماكن شبيهة لا تعبر عن حقيقة المشهد،‮ ‬فيخرج الفيلم دون المستوى المطلوب‮«.‬

تصنيف مناطقي

ويرفض حمزة تصنيف الجمهور على أساس مناطقي‮ » ‬لا أعتقد ان هناك داع لعملية فرز الجمهور‮ »‬قروي‮« ‬أو‮ »‬مدني‮«‬،‮ ‬هناك حالة التزام،‮ ‬جمهور ملتزم وغير ملتزم،‮ ‬وهذه نتيجة طبيعية لجمهور القرية المحافظين‮«‬،‮ ‬ملاحظا تشابه الظواهر والحالات الاجتماعية والسياسية‮ ‬،‮ ‬فالقضايا مشتركة‮«.‬
ويضيف‮ »‬ان جمهور القرية واع لأقصى درجة من‮ ‬غيره،‮ ‬فالطقوس الدينية التي‮ ‬يقوم بتصويرها في‮ ‬كل عام‮ »‬عاشوراء‮« ‬من خلال تجسيد مشاهد واقعة الطف،‮ ‬مهد له استيعاب المسرح ومتابعة انتاج الأفلام القصيرة بأنواعها،‮ ‬فالاختلاف‮ ‬يكون في‮ ‬الطريقة فقط‮«.‬

وينفي‮ ‬حمزة‮ »‬المحظورات‮« ‬التي‮ ‬يشهدها الفيلم القصير المنتج لجمهور القرية‮ » ‬لا‮ ‬يوجد في‮ ‬واقع الأمر محظورات معينة عند كتابته أو إخراجه،‮ ‬بل هناك ضوابط عامة وموضوعات لا‮ ‬يستسيغها الجمهور بشكل عام،‮ ‬ويمكن الاستعانة ببعض الأمور الضرورية بالرمزية‮« ‬مؤكدا‮ »‬ان إشراك المرأة في‮ ‬العمل ليس مخلا بالآداب العامة،‮ ‬فهناك بعض البلدان المحافظة كالسعودية وإيران تنتج هذه الأفلام وتظهر فيها المرأة بدون ابتذال‮«.‬

تفاعل كبير

ويلفت إداري‮ ( ‬بحارنة للإنتاج الفني‮) ‬علي‮ ‬العويناتي‮ - ‬قرية السنابس‮- ‬ان تجربة انتاج الأفلام القصيرة تعد وليدة،‮ ‬فهي‮ ‬لم تتجاوز ثلاث سنوات،‮ ‬وهي‮ ‬تجربة‮ »‬هواة‮«‬،‮ ‬لافتاً‮ ‬إلى أن قياس تفاعل أبناء المنطقة‮ ‬يعني‮ ‬بأنها تجربة مثمرة،‮ ‬خصوصاً‮ ‬عندما تتعدى رقعة المحلية‮.‬
ويضيف‮ » ‬أعمالنا تلامس الواقع،‮ ‬وتحترم ذهنية الجمهور،‮ ‬وتراعي‮ ‬الضوابط الشرعية،‮ ‬فنحن معتدلون في‮ ‬الطرح ولا نميل لطرف على حساب الآخر‮«‬،‮ ‬متابعا‮ :‬نعتمد بشكل رئيسي‮ ‬على القالب الكوميدي،‮ » ‬حياة الإنسان مليئة بالمصاعب،‮ ‬ومن المحبب تقديم الأفلام الساخرة ذات العلاقة بالظروف الاجتماعية أو السياسية‮«.‬
ويعتقد ان المرأة تلعب دوراً‮ ‬هاماً‮ ‬في‮ ‬المجتمع،‮ ‬وتجاهلها‮ ‬يعني‮ ‬تجاهل نصف المجتمع،‮ ‬إلا أن هناك أعرافا تقيد وجود المرأة في‮ ‬الأفلام التي‮ ‬ننتجها،‮ ‬ونستعيض عنها برجال‮ ‬يلبسون زي‮ ‬المرأة‮.‬
ويشير الى الأعمال التي‮ ‬نالت استحسان الجمهور‮ »‬إفطار الصائمين‮«‬،‮ ‬معللا ذلك بالقول‮ » ‬لانها تحاكي‮ ‬واقعا عاما بقالب كوميدي،‮ ‬ولقيت صدى خليجيا في‮ ‬عمان والإمارات‮«.‬
ويدعو العويناتي‮ ‬المؤسسات المعنية لتقديم الرعاية والاهتمام لهذه الطاقات الشبابية،‮ ‬وتوجيهها في‮ ‬الاتجاه الصحيح،‮ »‬فواقع الحال‮ ‬يقر بمحدودية الإمكانيات المتوفرة مثل التصوير والمونتاج‮«.‬

ظواهر حقيقية

ويشير علي‮ ‬يوسف الدرازي‮ ‬أحد أعضاء‮ (‬شمس الولاية للإنتاج الفني‮) ‬إلى ان بعض القرى لها خصوصية معينة،‮ ‬ولهذا فإن بعض الأعمال توجه بشكل خاص لقرية دون أخرى لوجود ظواهر حقيقية‮ ‬يعاني‮ ‬منها المجتمع القروي‮ ‬الخاص،‮ ‬مؤكدا‮ » ‬بعض القرى لا تقارن بتجربتنا لما لها من إمكانيات متقدمة،‮ ‬فنحن نقوم بتصوير الأفلام بكاميرا عادية،‮ ‬وحتى المونتاج‮ ‬يكون على أجهزة الحاسب الآلي‮ ‬الخاص بنا،‮ ‬ولهذا تفتقد للوضوح‮«.‬
ويعتقد ان الأفلام الكبرى تعالج أوضاعاً‮ ‬عامة وبشكل موسع،‮ ‬لكن الأفلام القصيرة التي‮ ‬نوجهها لجمهور القرى تكون حدثاً‮ ‬خاصاً‮ ‬مثل عملنا الاجتماعي‮.‬
وعن مواقع عرض الأفلام‮ ‬يقول الدرازي‮»‬تكون في‮ ‬مؤسسات القرية كالمآتم والمساجد وعلى شبكة الانترنت،‮ ‬وتفاعل الجمهور‮ ‬يبدو واضحاً‮ ‬ومباشراً‮«‬،‮ ‬داعيا الى ضرورة الأخذ بالضوابط العامة مثل الامتناع عن ظهور إمرأة‮ ‬غير متحجبة أو الموسيقى الصاخبة والغناء والاستعاضة عنها بالأناشيد و»الآهات‮« ‬الصوتية‮.‬
و‮ ‬يواصل‮ » ‬بالإضافة للابتعاد عن الكلمات الجارحة،‮ ‬والملابس التي‮ ‬تخدش الحياء والذوق العام،‮ ‬وإن كان المشهد‮ ‬يتطلب ذلك،‮ ‬فتكون الرمزية حاضرة للاستعاضة،‮ ‬مثل تصوير المرأة من زاوية معينة،‮ ‬أو تصوير ظلها‮«.‬
ولا‮ ‬يرى الدرازي‮ ‬ان عدم ظهور المرأة في‮ ‬العمل تذاكياً‮ ‬على الجمهور،‮ ‬فالأخير لمّاح وذكي،‮ ‬فلا نستطيع إظهار المرأة في‮ ‬القرية على عمل معين،‮ ‬فضابط العادات والتقاليد‮ ‬يحكم الأمر،‮ ‬متمنيا التحرر من بعض القيود التي‮ ‬يفرضها العرف وليست الحدود الشرعية

0 التعليقات: