مرسلة بواسطة
hardthinker
الأحد، ٣ مايو ٢٠١٥
في
٢:٤٣ م
ما
زلتُ أذكر الطبق الذي لا يمكنني أن أخطأ من أي بيتٍ أتى حين تتبادل
الأطباق في شهر رمضان المبارك، وهي حركة تدوير للكرم والتواصل بين أفراد
الحي الواحد.
فلكل طبق "وسم"بكتابة اسم "أم حسين" و"بيت حاج ابراهيم" أسفله!!
ولم تتغير "المُلكية" للأشياء وتعريف أصحابها بها الآن عن ذي قبل، فالمفهوم والهدف بيِّن،
إلا أنه اتخذ "طعماً" مختلفاً في الوقت الراهن واتخذته الهويات التجارية سبيلاً لكسب الود وتعزيز العلاقة مع الجمهور.
فباتت حركة "شخصنة" المنتجات إحدى أهم وسائل توطيد العلاقة بين الفرد والهوية التجارية.
وقد انتهجت كثير من الهويات التجارية هذا المنحى بوضع الأسماء على منتجاتها، لتعطي طابعاً شخصياً متفرداً لصورتها في ذهن الزبون.
ومن تلك الهويات على سبيل المثال لا الحصر:
Coca Cola
Korn Flakes
Nutella
Nike
وغيرها الكثير..
فقد
تعدَّت هذه الهويات عتبة الجودة بفرض هيبتها وحضورها في السوق ولتكون
خياراً مفضلاً لدى الزبون، لترد الإحسان بالإحسان كما يقولون، عبر شخصنة
منتجاتها بوضع أسماء عليها، لترتقي إلى عتبة الولاء، وهي درجة متقدمة في
العلاقة بين الماركة والفرد
سيكلوجية
الخصوصية ووسم مقتنيات الفرد بإسمه قديمة قدم التاريخ، لكونه "صانعها" أو
"شاريها"، وما زال الأمر على ما هو عليه، لكن بطعم جديد تقدمه ماركات لها
وزنها وسمعتها ومكانتها في عقول الناس كما في قلوبهم.
وهناك
عتبة ثالثة وهي أقل انتشاراً وممارسة، عندما "يصنع" الفرد منتجه الخاص به،
ويُوسمه له. ومع توافر آلات التصنيع كالطابعة ثلاثية الأبعاد 3D Printer
التي تتيح للفرد صناعة منتجه، بات الأمر قاب قوسين أو أدنى في الوسم، اسماً
وفكرة وتنفيذاً. لم يعد الأمر كما تصورنا من صنع قوالب جاهزة ومكررة بحيث
يكون الفرد عبارة عن "رقم" مستهلك لا غير، ضمن نطاق "العولمة" السالبة.
فقد باتت العتبة الثانية مُجددة للعلاقة ومعززة لسلوك استهلاكي قائم.
ولئن
اعتبر البعض أن الأمر برمته هو مجرد إعادة لتعليب المنتجات لضمان استمرار
الاستهلاك، فلا أقلها بأن هناك مساحة إبداع واقتراب قد تدفع البعض للصعود
إلى العتبة الثالثة. عتبة التصنيع والابتكار الفردي.
ولا يكون الأمر بوسم المنتج المتوافر في السوق فقط كما هو الحال في أمثلة الماركات التي ذكرناها من قبل.
بل تكون هناك منتجات لأفراد أو شركات صغيرة تقوم بالتصنيع والوسم بما يعكس هويتها وهدفيتها بكل حرية.
لكل أمر ثلاث عتبات، اقتناء أو وسم الموجود بشخصك أو تصنيع الأمر كما تود.
وقد يأتي يوم تقوم فيه الأمهات بصنع "الأطباق" لشهر رمضان خاصة عبر
3D Printer
بالشكل واللون والحجم كما يرغبن، مع ذكر أسمائهن عليها، ولكل عائلة وسم وشعار.. من يدري؟
جعفر حمزة
المدير الإبداعي لشركة
BOXOBIA
0 التعليقات:
إرسال تعليق