جعفر حمزة لصحيفة البلاد: من يتحرك من الكرسي وينظر عبر النافذة؟

 

 

 قدرتنا بالتمسك بما ”نعتقده“ ثابتاً وصحيحاً تمنعنا دوماً من القيام من ”كرسي الراحة“ الذي نتشبث به لنتحرك ولو لبضع خطوات لمعاينة الأمر من زاوية أخرى. وبالتالي نفتقد حس الوصول لمنطقة مشتركة تكون أكبر من حجم الكرسي الذي لا نود مغادرته.

 

 بالأمس في إحدى غرف الكلوب هاوس، وفي حديث عن غرفة تجارة وصناعة البحرين، تحدث أحد منتسبيها رداً على سؤال وجهته له، بأن هناك مساحات مفتقدة علينا النظر لها بواقعية وبنَفَس نقدي لأجل التغيير، سواء في مجال:

. افتقادنا لمنظومة تلملم الكثير من المبادرات والتي تصب في مجال واحد، لكن كل يغني عن ليلاه بمعزل عن تشبيك منظم بينهم

. استمرار الفجوة بين مخرجات التعليم وسوق العمل

. التشديد على الميزة التنافسية في البحرين وهي الأقوى، ألا وهو رأس المال البشري.

 

وغيرها من نقاط تم سردها مع أمثلة خليجية مقارنة كالسعودية والإمارات ومثال بنيوي مقارب كسنغافورة.

وهذه نقاط تستحق النظر بحكم الواقع المحلي، وعوضاً عن الرد التحليلي، جاء كلام الرجل من "الغرفة“ بتوصيف توجه النقد على أنه سلبي، ولا ينبغي أن ننتظر من أحد الدعم، وعلينا أن نبدأ التغيير، وكل بقدرته، وشدد على هذه الفكرة في رده الطويل لأكثر من أربع مرات!

 

نحن نتحدث عن منظومة بحاجة لمراجعة جادة وصناعة

Eco-System

بعيداً عن التنظير والعمل الأحادي الذي تقوم به كل جهة على حده، دون وجود خريطة تنظيمية مع توافر

Think Tank

والعودة إلى مقياس مؤشر أداء

KPI

لكل عمل يتم تقديمه في سوق العمل.

 

في حين أن الخطاب العام والتوجيهي يركز على الفرد وعليه "أن لا ينتظر دعماً من أحد ويعتمد على نفسه“، هذا النّفس في الخطاب ”والمكرر“ لأكثر من شخصية في بعض الجهات، هو إخلال بمسؤلية صناعة بيئة تكاملية وتشاركية تهدف لإحداث التغيير، وإلا ما نفع وجود مؤسسات وجهات كغرفة تجارة وصناعة البحرين ووزارة الصناعة والتجارة ووزارة العمل وتمكين ومجلس التنمية الاقتصادي وغيرها من الجهات، إن كان هذا النوع من الخطاب هو أن تعمل لوحدك، دون أن تقدم نقداً ورؤية ومراجعة، بل ولا حتى توصيفاً للواقع؟

 

المتغيرات المحيطة ببعض دول الخليج الشقيقة كالسعودية والإمارات تدفعنا للحاق بمضمار علينا الاستعداد له جيداً، ومن أهم متطلباته تغيير عقليتين مهميتن:

المسؤول والمواطن.

فالأول عليه التمتع بصدر رحب وأخذ النقد وتحويله لطاقة تغيير، والثاني السعي الحثيث وبناء الذات بالاستفادة من كل مورد بين يديه.

فمن دون وجود شجاعة النقد وتوصيف الواقع ووضع اليد على المشكلة، سيكون التقدم آخر ما ننشد. وإلقاء المهمة وحدها وبنسبتها الأكبر على الفرد دون تلك الجهات والمؤسسات أصبحت أدبيات ثابتة -للأسف- لدى كثير جداً ممن هم من داخل تلك المؤسسات، فبدلاً من الاستماع والتشاور، دوماً تكون الردود جاهزة ومعلبة مسبقاً، وكأن الأمر شخصي لا موضوعي.

 

الاستثمار في العنصر البشري هو رأس المال الحقيقي الذي يضع البحرين على خارطة الطريق مع وجود تنافسية عالية جداً في المنطقة، فكما أدركت الهند ثروتها البشرية ونزيف العقول لأبنائها للخارج لأمريكا وكندا خصوصاً، عملت على صناعة بيئة مشجعة وما زالت على أراضيها لتكون تلك العقول خير استثمار يمكن المراهنة عليه، ونفس العملية عند الصين وسنغافورة، والتوجه في ذلك ملحوظ عند الإمارات، والسعودية تتوجه لذلك وبقوة.

 

حديثنا عن "توجه مع تخطيط وتنفيذ“ واستحصال النتائج. ولا يكون ذلك إلا بوجود رؤية شجاعة مع شخص مناسب في المكان المناسب، وتقدير لأكبر عنصر مؤسس لهويتنا كاقتصاد دولة ”الإنسان البحريني“.

 

إن كان الكل يغني على ليلاه، سيكون لدينا تلوث ضوضائي لن يتوقف، وما زلنا على ”كرسينا“ دون حراك، مفتقدين لقدرة التحرك من كرسينا للنظر عبر النافذة.

 

 

وصلة الموضوع بالصحيفة:

https://albiladpress.com/posts/705177.html

 

0 التعليقات: